
حضر ايضا ممثّلون عن عدد من الأحزاب اللبنانية، إلى جانب حشد من أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال وضيوف من الأوساط الإعلامية، ومن بينهم عن حزب "القوات اللبنانية": رشدي رعد، عن "التيار الوطني الحر": طوني مناسا، عن حزب "الوطنيين الاحرار" جوزيف خيرالله، عن تيار "المردة" سهيل.
في كلمته الافتتاحية، توجّه النائب سامي الجميّل إلى المطران تابت بكلمات تقدير لافتة، متمنّيًا له التوفيق في مهمته "جامعًا للكل" داخل الأبرشية، مشيرًا إلى أنّ الكتائب ستبقى إلى جانب الكنيسة وكل القوى الحيّة في الاغتراب "في كل المناسبات وبكل الظروف".
وتوقّف الجميّل عند لقائه برجال أعمال ومفكّرين وفاعليات من الجالية، قال: "بيحبّوا بلدهم، وقلوبهم على لبنان والناس"، مؤكّدًا أنّ هذا المشهد يمنحه أملًا حقيقيًا بأنّ العمل السياسي الذي يخوضه في الداخل هو قبل كل شيء من أجل هؤلاء الناس، كي يحصلوا على حقّهم في دولة طبيعية".
وشدّد على أن "اللبنانيين في الداخل والخارج يتشاركون الرؤية نفسها للبنان: دولة سيّدة مستقلّة، يحكمها القانون، تقوم على المساواة بين المواطنين، منفتحة على العالم، واقتصادها قادر على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل".
غير أنّه لفت إلى أنّ "ما يفرّق القوى السياسية في كثير من الأحيان ليس الأهداف ولا المبادئ، بل الطموحات الشخصية والمزايدات والأخطاء الناتجة عن الحسابات الحزبية"، داعيًا إلى أن "تكون التضحية بالذات من أجل الوطن قاعدة لأي مشروع سياسي جدّي".
وقدّم الجميّل تشخيصًا واضحًا لواقع المواجهة مع "حزب الله"، فاعتبر أنّ هناك "اشتباكًا سياسيًا مستمرًا بين الكتائب وحزب الله، لأنّ حزب الله يرفض حتى اللحظة مبادئ قيام الدولة، حصرية السلاح، المساواة بين اللبنانيين، والوجود تحت سقف الدولة ولبنان أولًا"، ويصرّ على ربط البلد بإيران وأيديولوجيات لا علاقة لها بلبنان".
وشدّد في المقابل على أنّ واجبه لا يقتصر على الاعتراض، بل يشمل تقديم بديل واضح للطائفة الشيعية ولجمهور المقاومة عمومًا، "حتى إذا قرّر يومًا ما أن يتخلص من هذا الاشتباك، يكون أمامه مشروع واضح".
وقدّم الجميّل هذا البديل على شكل سلّة متكاملة تبدأ بحصرية السلاح بيد الدولة والجيش، وتُستكمل باعتماد الحياد عن صراعات المحاور، على أن يتبعها إقرار اللامركزية ثم عقد مؤتمر مصارحة ومصالحة يُمهّد إلى طوير النظام السياسي.
وأوضح أنّ "الخيارات في لبنان محصورة بين ثلاثة مسارات: إمّا أن تنتصر رؤية الدولة السيّدة عبر الآليات الديمقراطية؛ أو تنتصر رؤية السلاح خارج الدولة؛ أو يُصار إلى حلّ توافقي يضمن المساواة بين اللبنانيين وعدم كسر أي مكوّن".
وفي هذا الإطار، ميّز الجميّل بوضوح بين حزب الله كتنظيم، والطائفة الشيعية كجزء أساسي من النسيج الوطني، وقال:" إنّ مدّ اليد ليس للحزب كتنظيم، بل للطائفة الشيعية ككل، تحت سقف القانون ودون سلاح فوق الدولة ولا مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية".
وفي مقاربة إقليمية، رأى أن "حزب الله ليس تعبيرًا عن خيار شيعي لبناني حرّ بقدر ما هو فصيل إيراني ينفّذ أوامر خارجية"، معتبرًا أنّ "المشكلة الأساس تكمن في عجز الطائفة عن التحرّر من الوصاية الإيرانية".
دعم رئاسة الجمهورية والجيش
ودعا الجميّل إلى "وقف منطق جلد الذات وإضعاف المؤسسات الشرعية تحت عنوان الإحباط أو المزايدات"، معتبرًا أنّ "لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والحكومة دورًا أساسيًا في هذه المرحلة، وأنّ المصلحة الوطنية تقتضي حماية هذه المواقع طالما أنّها تتحرّك في الإطار السيادي نفسه الذي تنادي به القوى الاستقلالية".
وبالنسبة إلى الجيش، كشف عن حصوله أخيرًا على "دعم مالي كبير للتجهيز من الولايات المتحدة، مع تحضيرات لمؤتمر جديد لدعمه"، معتبرًا أنّ المؤسسة العسكرية "على السكّة الصحيحة باتجاه مزيد من التقوية والتجهيز، لتكون الحامي الفعلي للحدود والسيادة"، ومشدّدًا على أنّ الجيش هو "الرمز وأهم مؤسسة في لبنان اليوم، ويجب الالتفاف حوله ودعمه".