
وقال: "ما ينتظر لبنان الرسمي والشعبي هو إشارة أميركية إيجابية، لكن ما يعترض ذلك حتى الآن هو رغبة واشنطن في أن تكون تل أبيب أكثر لطفا في الجنوب اللبناني، على الرغم من اعتراف مبعوثها توم باراك بأنها لا تستطيع شيئا مع إسرائيل".
وأضاف: "إن سياسة شراء الوقت تعد نهجا لكل الأطراف المعنية بالشأن اللبناني. في البداية، كانت السلطة اللبنانية مستعجلة لتنفيذ الورقة الأميركية، لكنها أدركت لاحقا ضرورة التريث لأسباب عدة، أهمها: استمرار إسرائيل في التوسع الجغرافي في لبنان، وإضافة نقاط أمنية جديدة في الجنوب، وإطلاق قذائف أرض–أرض، ومنع إعادة ما تهدم، ومواصلة عمليات الاغتيال".
وتابع: "محاولات الإيحاء الأميركي للسلطة اللبنانية بتلازم المسارين اللبناني والسوري لتطبيع العلاقة مع إسرائيل والانضمام إلى المسار الإبراهيمي، تواجه عوائق كثيرة مرتبطة بالوضع الإقليمي المضطرب، وحاجة نتنياهو واليمين الديني في إسرائيل للاستمرار في ما يسمّيه"الحروب السبع"، خلاًا لنظرية شمعون بيريز بأن الشرق الأوسط الجديد يُبنى عبر السلام الإقليم"
وأردف: "زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني إلى لبنان، كانت رسالة إلى واشنطن بأن طهران لن تترك حزب الله وحيدا في أي مواجهة عسكرية، وأنها مستعدة لحرب شاملة. وقد فسرت هذه الرسالة في البيت الأبيض على أنها تؤثر على الحوار الأميركي–الإيراني بشأن الملف النووي والملف اللبناني".
وقال: "حكمة قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، الذي يعطي الأولوية للتفاهم والحوار مع حزب الله على المواجهة، مع تحفظات على الورقة الأميركية، التي لا تتضمن ضمانات بشأن الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس والحائط الأمني، ولا بشأن وقف الاعتداءات والاغتيالات أو ملف الأسرى اللبنانيين. ومن المعروف عن قائد الجيش أنه يرفض أن يكون سببا في فتنة أهلية تهدد استقرار لبنان".
وأضاف: "التوتر الضمني بين الرؤساء الثلاثة حول عدم تأجيل الجلسة الحكومية التي أقرت الورقة الأميركية وأحالت تنفيذها إلى المؤسسة العسكرية. واستنتاجا، تركت الإدارة الأميركية الوضع اللبناني يتدهور اقتصاديا وسياسيا، مع وضع شروط صعبة للإفراج عن المساعدات، بما يتعلق بالغاز والمصارف والاستثمار، ورغبة الولايات المتحدة في أن يصبح لبنان منصة لإدارة شؤون المنطقة، مع تضمين عناصر من حزب الله في المؤسسة العسكرية ضمن تفاهمات أوسع مع إيران ودور سياسي محدد ضمن الدولة اللبنانية".
وختم محفوظ: "إن عقلانية وبراغماتية المكونات اللبنانية، بما فيها السلطة السياسية، أمر ضروري. ومن الخطأ القاتل إسقاط أوهام البعض على ما قد تفكر به واشنطن أو تسعى لتنفيذه. فالأوهام تظل ضارة وقاتلة".