أخبار ساخنة

بعقلين استضافت طاولة مستديرة لمشروع RESOLVE: خطوة استراتيجية لتعزيز الترابط بين المياه والطاقة والغذاء


نظمت كلية الزراعة والعلوم الغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع محمية أرز الشوف ومشروع RESOLVE، طاولة مستديرة في المكتبة الوطنية – بعقلين، خُصصت لإطلاق الخريطة التفاعلية وأداة دعم القرار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز فهم وإدارة الترابط الحيوي بين المياه والطاقة والغذاء في ظل تحديات تغيّر المناخ.

شارك في اللقاء حشد من الشخصيات البارزة من القطاعين العام والخاص، تقدّمهم وزير الزراعة الدكتور نزار هاني ممثّلًا بمدير مكتبه سامر خوند، النائب فريد البستاني، عضو الهيئة الإدارية في محمية أرز الشوف السيدة نورا جنبلاط ، إلى جانب مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب، مدير وحدة البيئة والتنمية المستدامة في الجامعة الأميركية في بيروت شادي حمادة. وحضر ممثلون عن البلديات والجمعيات الأهلية، والتعاونيات الزراعية، وعدد من المزارعين والخبراء في مجالات المياه والطاقة والغذاء، ما أضفى على اللقاء بعدًا تشاركيًا يجمع بين صانعي القرار والمجتمع المحلي والخبرات العلمية.

استهلّت السيدة جنبلاط الجلسة بكلمة أكدت فيها على أهمية الحدث قائلة: "يسعدنا أن نجتمع اليوم حول هدف واحد: رسم مستقبل أكثر مرونة واستدامة لمنطقة الشوف. مشروع RESOLVE ليس مجرد منصة بحثية، بل مبادرة عملية تضع بين أيدينا أدوات متقدمة، مثل الخريطة التفاعلية وأداة الذكاء الاصطناعي، لدعم التخطيط الرشيد وإدارة الموارد بكفاءة."

وشددت على أن "الترابط بين المياه والطاقة والغذاء ليس مسألة نظرية، بل تحدٍّ يواجهه المجتمع يوميًا في الزراعة، إدارة المياه، وكلفة الإنتاج". وأشارت إلى أمثلة من الممارسات الميدانية التي اعتمدتها محمية أرز الشوف بالشراكة مع المزارعين، ومنها: أنظمة ري ذكية وحصاد مياه الأمطار لتقليل الهدر وضمان الاستدامة. إدخال الطاقة الشمسية في تشغيل مرافق الري لتخفيض التكاليف والحد من الانبعاثات. تحويل مخلفات التقليم إلى وقود بديل (Briquettes)كنموذج لإدارة النفايات وتحقيق الاستدامة الطاقوية. تمكين المرأة الريفية من خلال برامج الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي.

وأكدت أن هذه التجارب تُظهر كيف يمكن للمجتمعات المحلية، عبر الدمج بين المعرفة التقليدية والابتكار، أن تطوّر حلولًا عملية قابلة للتطبيق في لبنان ومناطق أخرى.

 

وزير الزراعة

من جانبه، ألقى ممثل وزير الزراعة كلمة شدد فيها على أن "الترابط بين المياه والطاقة والغذاء ليس خيارًا بل ضرورة، لأنه يمسّ جوهر أمننا الغذائي والمائي والطاقوي، ويشكّل ركيزة للاستدامة في مواجهة التحديات المناخية." وعرض أبرز برامج الوزارة التي تلتقي مع أهداف RESOLVE، وأهمها: برنامج الزراعة الذكية مناخيًا لتقليل استهلاك المياه والطاقة في الزراعة وتشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية. الخطة الوطنية لإدارة الموارد المائية الزراعية لتحسين كفاءة الري والبنية التحتية المائية. مشروع التحول نحو الإنتاج المستدام الذي يدمج حماية التربة وصون الغابات مع رفع الإنتاجية. تعزيز الدبلوماسية الزراعية والشراكات البحثية لضمان إدخال التكنولوجيا في خدمة المزارعين".

وأكد "التزام الوزارة بدمج مخرجات المشروع في الخطط الوطنية، وخاصة في الإدارة المستدامة للمياه، مكافحة حرائق الغابات، والتوسع في الزراعة المقاومة لتغير المناخ".

 

حمادة

وقدّم حمادة عرضًا تفصيليًا عن أهداف مشروع RESOLVE وأدواته الجديدة، موضحًا أن "الخريطة التفاعلية ستتيح للمزارعين والبلديات تحليل البيانات المحلية، مقارنة السيناريوهات، واتخاذ قرارات قائمة على معطيات علمية دقيقة بدلًا من التقديرات".

 

صعب

وألقى صعب كلمة تناول فيها "الأهمية التاريخية والثقافية للمكتبة الوطنية في بعقلين، والتي تحولت من سجن إلى صرح ثقافي بفضل جهود وليد جنبلاط"، معتبرًا أن "استضافة هذه الفعالية في هذا المكان الرمزي تعكس قيمة المعرفة في دعم التنمية المستدامة".

 

رسالة ختامية

واختتمت الجلسة بالدعوة إلى تحويل البيانات إلى أفعال، وتعزيز الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الأكاديمي، بما يضمن الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ لتحقيق أمن مائي وغذائي وطاقة متكامل في لبنان، مع التركيز على التكيّف مع تغيّر المناخ وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود.