أخبار ساخنة

شيخ العقل امام وفد من اقليم الخروب "لتثبيت الوحدة الوطنية": لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء


- دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، الى "فك الحصار القائم على محافظة السويداء وفك أسر المخطوفين وعودة المفقودين من رجال ونساء وأطفال، وتأمين الممرات الإنسانية، لان الحصار المفروض الآن هو اشد قسوة من القتل"، مجددا دعوة "الدول المؤثرة والمنظمات الإنسانية لبذل الجهد لفك الحصار، والى تراجع العشائر خارج حدود السويداء، تطبيقا للاتفاق".
 

كلام شيخ العقل جاء خلال استقباله اليوم، في دار الطائفة في بيروت، وفدا كبيرا من اقليم الخروب جاء تحت شعار "تثبيت التكامل الوطني والوحدة الوطنية ورفض الفتنة والعيش المشترك في الجبل"، ضم: عضو "اللقاء الديمقراطي النائب" بلال عبد الله على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم وكيل الداخلية ميلار السيد والوكلاء السابقين: منير السيد، عدنان حسين، الدكتور سليم السيد والدكتور بلال قاسم، واعضاء جهاز الوكالة ومعتمدين ومدراء فروع ومنظمة الشباب التقدمي، مدير عام وزارة المهجرين المهندس احمد محمود، عضوي المجلس الشرعي الإسلامي الاعلى الشيخ القاضي رئيف عبد الله والقاضي حمزة شرف الدين، الشيخ الدكتور محمد هاني الجوزو على رأس وفد من المشايخ ممثلا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، المونسينيور جوزف القزي ممثلا راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار، مدير مستشفى سبلين الحكومي الدكتور ربيع سيف الدين، عضو نقابة المحامين في بيروت المحامي سعد الدين الخطيب، رئيسي اتحادي بلديات اقليم الخروب الشمالي المهندس ماجد ترو ونائبه طلعت داغر، والجنوبي الدكتور يوسف خرياطي، ورئيس الاتحاد الشمالي السابق محمد حبنجر، رؤساء بلديات ومخاتير قرى وبلدات اقليم الخروب.

الجوزو 

بعد تلاوة الفاتحة ودقيقة صمت على ارواح شهداء السويداء، تحدث الشيخ محمد هاني الجوزو ناقلا تحيات والده مفتي جبل لبنان الشيخ علي الجوزو، وقال: "اننا عائلة واحدة في اقليم الخروب والجبل، جئنا متضامنين ومؤكدين رفضنا للقتل ونحرّم عليه، فمشروعنا المشترك هو مشروع حياة وليس سفك دماء، ولقاؤنا اليوم نابع من تاريخنا الواحد والمشترك في السرّاء والضرّاء، والوقوف معا بوجه أي فتنة، مؤكدين معا ان لا مجال لها تحت أي ظرف، كما لا نقبل الضرر لاي طائفة ورسالتنا هي رسالة السلام".

 اضاف: "نحن معكم صاحب السماحة في أي مسعى لتهدئة الامور ولدرء مشاريع الفتنة بيننا، ولن نسمح للكيان الصهيوني تنفيذ مبتغاه باشعال الفتنة، كما ان أي اصوات بهذا السياق غير مسموحة ابدا وتحت أي عنوان يمس انسانيتنا وبادخال العدو الى بلادنا، واننا سنواجه كل ذلك بوحدة الصف والموقف، هكذا هو تاريخنا وتراثنا ولن نحيد عنه". 

 القزي 

والقى المونسنيور القزي كلمة نقل خلالها تحيات المطران العمار وتقديره، "للجهود المبذولة من اجل وحدة الصف والموقف ونبذ التفرقة بيننا"، وقال: "كما كانت منطقتنا نموذجية بالعيش المشترك والواحد ستستمر، وهكذا كانت ارادة البطريرك الراحل نصر الله صفير وارادة البطريرك الراعي، مرورا بمصالحة الجبل ولليوم، وقوفنا معا ومع المرجعية الوطنية في الجبل، هي لصد كل المؤامرات وبما يقوّي الوطن ومنعته الداخلية. نقدم تعازينا بشهداء السويداء ونؤكد باننا كنا وسنبقى عائلة وطنية واحدة، في مواجهة جميع الاخطار التي تواجه وطننا، ومعكم والى جانبكم يدا واحدة لصالح الوطن، ولما يخدم مصلحة جميع اللبنانيين". 

 عبدالله 

بدوره القى النائب عبد الله كلمة وقال: "اتينا مشايخ وآباء وشخصيات من ساحل الاقليم والاقليم ليس فقط للتضامن وللتعزية بكل الشهداء الذين سقطوا غدرا بفتنة اسرائيلية متعمّدة، واتذكر كلمة سماحة الشيخ عندما كنا في حضرة الرئيس الشرع كان في مضمون كلمتكم اشارة الى تجنّب الوقوع مستقبلا في هكذا مطبات واكد على ذلك الرئيس وليد جنبلاط، كان هناك قراءة حول ما تخطط له اسرائيل في هذه المنطقة وتحديدا في سوريا من فتن طائفية ومذهبية، واعتقد بصوت الحكمة والعقل الذي تمثل بموقف سماحة الشيخ والرئيس وليد جنبلاط حيث نأمل ان يلقى الصدى الايجابي لدى اهلنا في السويداء والسلطة في سوريا والرعاة الاقليميين والدوليين، الذين ربما تلكأوا بداية في معالجة الامر ولكن هذا وصلنا اليه". 

 اضاف: "جئنا لنقول للشيخ  ابي المنى ان البلد لن تهزه اية فتن، وقد تعلمنا من دروس التاريخ اننا سنعيش مع بعضنا البعض ونتكامل مع بعضنا وسنبقى حصنا منيعا بوجه هذه المؤامرة الاسرائيلية، التي بدأت بحرب غزة ولا زالت مستمرة، نعزّي بكل الشهداء وايضا اهلنا من العشائر الذين سقطوا في هذه الفتنة التي لم توفر احدا، فاليد الاسرائيلية كانت بالمرصاد لكل المحاولات التي سعى اليها وليد جنبلاط وسماحة الشيخ، لكن للاسف صوت القتل والغدر كان اكبر، ولتلك المشاهد المروعة لاهلنا في السويداء، وانما الموقف الكبير والوحدة التي تجسّدت وجزء منها في لقاء اليوم، ولقاء الامس في كليمنصو اساسي عند وليد بك مع سماحة مفتي لبنان كان لتكريس ما يجمعنا في العروبة والانتماء والهوية، كل على دينه ومذهبه لكن تاريخ هذه المنطقة عربي بمسيحييها ومسلميها، واقليم الخروب لن ينسى عبر تاريخه سلطان باشا الاطرش، وقد نشأنا على شعارات جمال عبد الناصر وكمال جنبلاط واستمرينا بتكاتف وليد جنبلاط ورفيق الحريري وسنبقى مستمرين ان شاء الله". 

 شيخ العقل 

وفي الختام تحدث شيخ العقل مرحبا،  وقال : "احييكم، واستشهد بداية بقوله تعالى: "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (صدق الله العظيم)، إننا هكذا فيما نحن وفيما نفكر ونضمر ونقوم به تجاه بعضنا البعض، هي رسالة القرآن الكريم والله سبحانه وتعالى، لنبرهن للعالم اننا امة واحدة وان نتقّي الله في كل ما نفكر ونقوم به، كي لا ننجرّ الى ما جُرّت اليه السويداء والى الفتنة في لبنان ايضا، الفتنة نائمة ولعن الله من ايقظها ومن يوقظها. علينا مواجهة الفتن والمؤامرات التفتيتية بمزيد من الوعي والحكمة وتقوى الله، لنستطيع حفظ الامة التي اوصى بها الله سبحانه وتعالى. فنحن المسلمون الموحدون الدروز وانتم المسلمون اهل السنة وجميع المسلمين واخواننا المسيحيون معنيون باننا امة واحدة وهذه هي رسالة النبي والرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة المنورة، امة واحدة في مواجهة الشر والباطل. طبعا الامور دقيقة والمنطقة معرّضة للمؤامرات الصهيونية الخبيثة، التي تسعى الى تفتيتها والى تقسيمها وضرب المكوّنات الاسلامية بعضها ببعض". 

 اضاف: "ما حصل في سوريا مستنكر ومدان، وكلامنا دائما يؤكد رفضنا ما جرى ويجري بحق بعضنا البعض، وجبل العرب لم يكن الا جبل الجهاد والنضال والوطنية والعروبة منذ ما قبل سلطان باشا الاطرش وما بعده، ولم يقدم الشهداء والضحايا في سبيل الاستقلال عن سوريا ابدا، بل في سبيل استقلال كل سوريا، وبحسب التاريخ ان ما نسبته 12 في المئة من شباب الجبل استشهدوا سنة 1925 في سبيل وحدة سوريا وتأكيد استقلال وعروبة سوريا، فالجبل لم يقدم الشهداء من اجل استقلال الدروز عن سوريا وهذا امر مرفوض، فالسويداء جزء لا يتجزأ من هذا الوطن السوري والعربي الكبير. عمقنا عربي، ديننا الاسلام ومسلكنا توحيدي عرفاني والدين عند الله الاسلام ولا شيئ غيره، رسالتنا توحيدية واخوّة ومحبة وقرب من الله سبحانه وتعالى، رسالة الاحسان التي اشار اليها الرسول عليه الصلاة والسلام، بتعريفه ما هو الاسلام وما هو الايمان وما هو الإحسان، التوحيد مسلك تعبّدي ارتقائي، للوصول الى درجة الدين بالاحسان. "ان تعبد الله كأنك تراه"، وان تكون صادقا في عيشك مع الله وفي صلاتك وفي صيامك وحجّك وزكاتك وشهادتك. نحن نشهد ان لا اله الا الله ونشهد ان محمدا رسول الله، ولا حاجة لان تُشق القلوب ليعرف الآخر من هم الموحدون الدروز: "شقّوا القلوب تلاقوا الواحد الاحدَ"، لا ضغينة ولا كفر، انما الاسلام الحنيف".

وتابع: "المعركة اليوم هي بين التطرّف والاعتدال، وليس بين الاسلام والموحدين، وذاك هو التحدي بين الاعتدال والتطرّف، فمن منّا يريد التطرّف والتكفير والقتل على الهوية والاعتداء على كرامات الناس الذين اوصى بهم القرآن الكريم؟! "لقد كرّمنا بني آدم"، لا لاهانة الناس والكرامات مثلما حصل من انتهاكات وتعديات، لا احد منكم شيوخنا الاجلاء ولا احد منا يقبل بالاهانة تجاه بعضنا البعض. فالجبل يجب ان يصان بوحدته وبتنوعه وعيشه المشترك الواحد، وسوريا يجب ان تصان ايضا بوحدة ابنائها واشراك جميع مكوناتها بنهضة هذه الدولة الحديثة التي نعتز ونعترف بان عمقها العربي يساندها، وقد رأينا منذ ايام المؤتمر الاستثماري السعودي – السوري، مما يدل على انها دولة محتضنة وان كانت تحت التجربة، يجب ان تبرهن للعالم كله انها قادرة بان تكون دولة الاعتدال والحداثة، وهكذا نريدها كموحدين دروز مسلمين في لبنان وفي جبل العرب، ولا مفر ولا مناص من اتفاق يطمئن الناس على كراماتهم وخصوصياتهم وتضحياتهم، تلك مسؤولية الجميع والدولة بالدرجة الاولى، ونحن استبشرنا بها خيرا وننتظر ان يتحقق الامل بذلك. نحن ضنينون بسوريا وقلوبنا معها وقلوب اهلنا في لبنان مع جبل العرب".

واردف: "نحن عائلة واحدة، كما الاهل السوريون بشكل عام، قلب واحد وامة واحدة، من خلال هويتنا العربية المشرقية وفي عيشنا الواحد المشترك الاسلامي – المسيحي، وتجربة لبنان غنيّة باحترام التنوع والشراكة، وكما قلت، في لبنان لن نسمح للفتنة ولن تتسلل الفتنة الينا وفورا تُطفأ شرارتها كما اطفأناها مع سماحة المفتي والمفتين الكرام والشخصيات الكريمة ودولة الرئيس سلام ووليد بك. في لبنان طاولة حوار دائمة ومستمرة ومفتوحة، نتحاور ونتلاقى. لذا، اطمئنوا على لبنان بانه لن ينجرّ الى الفتنة، هكذا هو توجهنا، ووليد بك قال كلمته في هذه القاعة قبل اكثر من اسبوع حيث تمنى ان تحصل لقاءات في كل المناطق وقد حصلت في حاصبيا وراشيا وعاليه وبيروت ومع العشائر في عاليه وكان لنا تمثيل فيها. نحن والعشائر العربية على قيم وتقاليد عربية واحدة ومشتركة وعلى اتصال مع كبار شيوخ العشائر في سوريا ايضا، وهم يتصلون بنا، لانه في المحصّلة يجب ان نتلاقى وان تعقد المصالحة العربية - العربية والاسلامية - الاسلامية، يجب ان تعقد تلك الراية، ولكن ثمة خطوات يجب ان تتم، والتي تبدأ اولا بفك اسر المخطوفين والمفقودين من رجال ونساء، وتأمين الممرات الانسانية، لان السويداء في حصار، والحصار اشد قسوة من القتل لانها تذل الناس بمأكلهم ومشربهم وحياتهم الكريمة، وان شاء الله يكون هناك تجاوب لفكه رويدا رويدا، وقد ناشدنا الدول والمنظمات لبذل الجهد وفك الحصار عن السويداء ولا يجوز ان تبقى محاصرة، ولا بد ان تتراجع العشائر خارج حدود السويداء، وهناك اتفاق نأمل ان ينفذ".

وختم: "اما هوية الجبل فستبقى الهوية العربية السورية الوطنية ولن يكون يكون لاسرائيل مدخل ان شاء الله متى كانت كلمتنا واحدة وموقفنا واحداً، هذا ما نتمناه ونناشد الجميع واخواننا شيوخ العقل والمسؤولين واننا على اتصال دائم معهم ونتطلع نحو المستقبل للعيش معا في البلد العربي الاسلامي الذي نعتز باننا جزء منه، ولا يجوز ان نتطلع الى مكان آخر وهذا هو عمقنا الذي سيبقى للابد. اشكر اخواني في اقليم الخروب وقد تربينا على اننا عائلة واحدة، أكان من خلال الافطارات الرمضانية في العرفان او لقاءات المختارة الجامعة، وهو حقيقة الشوف في الوحدة ومع مشاركة المونسنيور قزي ممثلا المطران العمار، كلنا معا لرأب الصدع بالتعقل والحكمة واهلا وسهلا". 

 دبور 

واستقبل شيخ العقل سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، في زيارة وداعية تخللها استعراض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، واعرب السفير دبور عن تضامنه مع طائفة الموحدين الدروز وتقديم تعازيه بالشهداء والضحايا في السويداء. 

 "تجمع كلنا بيروت"

 كما استقبل شيخ العقل وفدا من "تجمع كلنا بيروت" ضم السادة: الوزير السابق محمد شقير، النائب السابق رولا الطبش، هشام المكمل، محمد خالد سنو، سعد الدين الخطيب، مديحة ارسلان، القاضي نديم غزال، سعد الدين حميدي صقر، يوسف دياب، راشد دوغان، سامر سوبرة وعبد الله عبدالله. وصرّح الوزير شقير بعد اللقاء: "انها زيارة تضامن لسماحة شيخ العقل، والوقوف الى جانب خطابه العقلاني وخطاب الوحدة ولغة الاعتدال، على امل ان ما حصل في السويداء يصبح وراءنا ويسود الحوار والمحبة وهذا الذي يجمعنا، ونبقى مع بعضنا البعض على الخير ومحبة بعضنا. 

 ممثل حماس 

ومن زوار دار الطائفة ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي، الذي اكد تضامنه وقدم تعازيه، كما اطلع سماحته على الوضع الميداني الحاصل في غزة.

 زوار
واستقبل الشيخ ابي المنى رئيس حزب "الوفاء اللبناني" احمد علوان مع وفد من قيادة الحزب للتضامن والتعزية، وكذلك وفدا من دروز بيروت.