أخبار ساخنة

إطلاق المرحلة الثانية من مشروع SAQIRH2 ناصر الدين: الرعاية الصحية الأولية أثبتت جدارتها ماغرو: جزء من استراتيجية شاملة لدعم سيادة البلاد


صور – أقامت الوكالة الفرنسية للتنمية ومؤسسة عامل الدولية، حفل توقيع المرحلة الثانية من مشروع "تعزيز الوصول الى نظام رعاية صحية جيد وشامل ومرن في لبنان  SAQIRH2"، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وحضور سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وذلك في مركز مؤسسة عامل الدولية - البازورية.

 

مهنا

وقال رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا: "يسرنا أن نرحب بكم اليوم في مركز الصحة والتنمية التابع لمؤسسة عامل في البازورية، هذا المركز الذي ظل على مدى أكثر من أربعين عاما مساحة مفتوحة في وجه كل من يحتاج، ولم يُغلق أبوابه سوى لفترة قصيرة خلال العدوان الإسرائيلي، حيث تابع فريقنا، رغم الأضرار، عمله في أماكن أخرى لخدمة النازحين والمجتمعات المضيفة دون توقف".
 

اضاف: "هذا المكان لم يكن يوما مجرد مركز صحي بل هو مساحة مجتمعية حقيقية، يتساوى فيها الجميع في الوصول إلى الخدمات بغض النظر عن وضعهم القانوني أو الاجتماعي، ويلعب دورا فاعلا في ترسيخ حس المواطنة وتعزيز روح التضامن. لذلك استمر هذا المركز في التطور والتوسع، وبات يشكل جزءا أساسيا في حياة الآلاف".

وتابع: "نحن اليوم لا نطلق مشروعا جديدا فحسب، بل نتابع مسيرة متجذّرة في الكرامة الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية.
المرحلة الثانية من مشروع SAQIRH ، المدعومة من الوكالة الفرنسية للتنمية، تأتي استكمالا لما بدأناه في المرحلة الأولى، بقيادة منظمة الاغاثة الأولية الدولية وبالشراكة مع "أطباء العالم" ومؤسسة عامل الدولية. ويعكس هذا المشروع التزاما مشتركا بين الشركاء لوضع كرامة الإنسان في صميم العمل. ورغم اختلاف التجارب والخبرات، إلا أننا نتشارك جميعا الإيمان بأن التغيير الحقيقي يبدأ من تمكين الأفراد والمجتمعات ليكونوا فاعلين في حياتهم ومساراتهم".
 

وقال: "المرحلة الثانية من مشروع SAQIRH ليست مجرد متابعة لمشروع سابق بل هي تأكيد إضافي على قناعتنا بإمكانية تحقيق نموذج صحي إنساني، يُعيد الاعتبار للفرد كمحور أساسي في النظام الصحي، وليس فقط للإجراءات والأنظمة. ورغم التحديات التي رافقت الأزمة الأخيرة، بقي مركزنا مفتوحا وملتزما تجاه الناس. وبفضل دعم هذا المشروع، تمكنا من إعادة تأهيل المركز بعد الأضرار التي لحقت به، بما يجسد مرونتنا الجماعية وإصرارنا على ضمان استمرارية تقديم الرعاية، حتى في أصعب الظروف".
 

اضاف: "إن مركز البازورية، بتاريخ حضوره، وارتباطه الوثيق بالمجتمع المحلي، ومستواه المهني المعترف به وطنيا، يجسد هذا النموذج بكل أبعاده. ونحن هنا اليوم، كمؤسسات رسمية، بلديات، شركاء دوليين، ومجتمع مدني، نقف يدا بيد لتحقيق هدف واحد: أن يعيش الإنسان بكرامة وصحة، أينما وُجد، وتحت أي ظرف".
 

وختم: "معا، نؤكد التزامنا ببناء مستقبل تكون فيه "الصحة للجميع" واقعا ملموسا، لا شعارا، وقيمة إنسانية راسخة تقوم على العدل والكرامة والإنسانية المشتركة".
 

ناصر الدين

بدوره، قال وزير الصحة: "يشرفني أن أكون هنا اليوم لأشهد إطلاق مشروع SAQIRH ، وهي مبادرة حيوية لتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية في لبنان، من خلال أحد أهم شركائنا الوطنيين، مؤسسة عامل. يعكس هذا الحدث اليوم أهمية المسؤولية المشتركة والاستثمار الجماعي في الصحة - من قِبل الحكومة والمجتمع المدني والمجتمع الدولي. فمن خلال هذه الشراكات القوية والهادفة فقط، يمكننا الوصول حقا إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلينا".
 

أضاف: "أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتناني العميق للحكومة الفرنسية على دعمها المستمر والسخي لقطاع الصحة في لبنان، وخاصة للرعاية الصحية الأولية. لقد أظهرت فرنسا مرة أخرى التزامها الثابت بالكرامة الإنسانية والمساواة والتضامن. لقد أثبتت الرعاية الصحية الأولية في لبنان جدارتها كركيزة أساسية للصمود. على مدار السنوات الماضية، لم تكتفِ شبكة الرعاية الصحية الأولية لدينا بالصمود في وجه الأزمات المتلاحقة، بل ازدادت مصداقيتها ونطاق انتشارها وثقتها، وأصبحت نقطة انطلاق حقيقية للنظام الصحي، مما يتيح وصولا أكثر عدالة إلى الخدمات الأساسية".
 

وتابع: "بفضل دعم شركاء مثل فرنسا، ومن خلال العمل الدؤوب لمنظمات المجتمع المدني مثل "عامل"، نوسع نطاق خدماتنا لضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب، بغض النظر عن دخله أو جنسيته أو خلفيته. ليكن هذا المشروع نموذجا يحتذى في كيفية تضافر جهود التضامن الدولي والقيادة الوطنية والعمل الشعبي لخدمة الشعب".
 

وختم: "شكرا لكم جميعا على التزامكم، وشكرا لفرنسا على رؤيتها ودعمها للبنان أكثر صحة وعدلا".

 

ماغرو

من جهته، أكد السفير الفرنسي أن بلاده "ستبقى إلى جانب لبنان من أجل الصحة، ومن أجل ترسيخ مؤسساته، ومن أجل مستقبل قائم على الكرامة والعدالة".
 

وقال: "لبنان يمر بمنعطف حاسم. لقد تولّت حكومة إصلاحية زمام الأمور، والآفاق آخذة في الانفتاح، لكن لا بد من تطبيق الإصلاحات. في ظل هذه الديناميكية، يشكل قطاع الصحة حجر الزاوية في تعافي البلاد".

 

اضاف: "ببالغ التأثر والتضامن، أقف معكم اليوم، هنا في البازورية، لأرحب باستئناف أنشطة المركز الصحي، المدعوم كجزء من مشروع صقر الثاني. وأود أولا أن أتقدم بالشكر لوزارة الصحة، والسلطات المحلية، وخاصة أهالي البازورية على حفاوة الاستقبال. كما أتوجه بالشكر لشركائنا المنفذين: عامل، ومنظمة الإغاثة الأولية الدولية، وأطباء العالم، على التزامهم الدؤوب بضمان حصول الفئات الأكثر ضعفا على الرعاية الصحية".

 

وتابع: "لا يزال الوضع الذي نعيشه اليوم صعبا. لقد تضرر جنوب لبنان بشدة من القصف الإسرائيلي، وما خلفه من دمار ونزوح وخسائر في الأرواح - بما في ذلك بين العاملين في مجال الرعاية الصحية. فرنسا لم تنسَ، فقد فقد مواطنان فرنسيان حياتهما في هذه الضربات الخريف الماضي. وفي هذه الأوقات العصيبة، أود أن أشيد بالصمود المثالي للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وفرق عامل، وجميع الجهات المعنية المحلية هنا في البازورية. لقد ساهم تحرككم السريع في استعادة آلاف الأشخاص لفرص الحصول على الرعاية الصحية. لكننا اليوم هنا أيضا للحديث عن إعادة الإعمار والمستقبل".

 

وقال: "يمثل مشروع "صقر الثاني"، الممول من فرنسا عبر الوكالة الفرنسية للتنمية، استجابة ملموسة وهيكلية وداعمة من بلدنا للسكان المتضررين من النزاع. وهو يبني على جهود المرحلة الأولى، التي وفرت: أكثر من مليون استشارة مدعومة، تدريب أكثر من 300 مُقدم رعاية، ودمجا رائدا للصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية".

 

اضاف: "المرحلة الثانية من المشروع تتجاوز ذلك: تغطي 19 مركزا صحيا في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك مركز البازورية، ستمول مئات الآلاف من الاستشارات وحملات التطعيم وتوفير الأدوية والمعدات الأساسية، تواصل دعم العاملين في مجال الرعاية الصحية لضمان جودة الخدمات، وتدعم إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة كما هو الحال هنا في البازورية، في منطقة تعاني من جديد من القصف".

 

وتابع: "مركز البازورية الصحي رمز قوي، رمز للاستمرارية والصمود والتضامن. منذ إنشائه عام 1981 في خضم الحرب الأهلية، لم يتوقف عن أداء دور حيوي في المجتمع. حتى بعد تفجيرات عام 2024، استطاعت فرقكم الاستجابة بسرعة، وإصلاح المركز وتجهيزه، وإعادة فتحه. تفخر فرنسا بدعمها، إلى جانب شركائها، لإعادة افتتاح هذا المكان الحيوي للحياة والرعاية".

 

وختم: "في البازورية، كما في أي مكان آخر، تعد الصحة حقا أساسيا. ما نقوم به هنا اليوم، معا، هو الحفاظ على هذا الحق - حتى في ظل الشدائد. هذا المشروع جزء من رؤية أوسع. تعد الصحة إحدى أولويات التعاون الفرنسي في لبنان، إلى جانب التعليم والمياه والبنية التحتية. وهو جزء من استراتيجية شاملة لدعم سيادة البلاد واستقرارها وإعادة إعمارها، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وشركاء دوليين".

 

بودوان
أما المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الإغاثة الأولية الدولية شارلوت بودوان فقالت: "منذ عام 2020، مكّن مشروع SAQIRH من تقديم أكثر من مليون خدمة صحية أولية، مما ساعد مئات الآلاف من اللبنانيين واللاجئين على الاستمرار في الحصول على الرعاية، رغم تفاقم الأزمات. وتسعى المرحلة الثانية إلى الحفاظ على هذا الدعم الحيوي، مع تعزيز كفاءة النظام واستدامته المالية".
 

اضافت: "خلال هذه المرحلة، سيستمر المشروع في تقديم الاستشارات الطبية، والأدوية، والخدمات التشخيصية، بالإضافة إلى ما يلي:
تعزيز إجراءات اعتماد مراكز الرعاية الصحية الأولية،
توسيع فرص التدريب للمهنيين الصحيين،
تحسين إدارة سلاسل التوريد لتقليل حالات نفاد الأدوية،
دمج خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ضمن خدمات الرعاية الأولية الروتينية".


وختمت: "تعكس هذه الجهود رؤية مشتركة، ولا سيما بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لبناء نظام صحي أكثر قوة وشمولا لجميع المجتمعات المقيمة في لبنان".
 

التوقيع

بعد ذلك وقع وزير الصحة والسفير الفرنسي على إطلاق المشروع، وكانت جولة على أقسام مؤسسة عامل الدولية في البازورية .