
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم بترحيب وتقديم من نظيرة جنبلاط، ألقى بعدها مدير الثانوية الياس المندلق كلمة قال فيها: "عاماً بعد عام نقف في هذا اليوم المنتظر لنخرّج نخبة من تلامذتنا الى رحاب الوطن والعالم . الشكر لله أن الحصاد وفير هذا العام . ثلاثون تلميذاً تابعوا دراستهم على الرغم من الأوضاع الأمنية المضطرية التي كادت تودي بالعام الدراسي. 23 منهم حضّروا وحضروا التخرج ليبقى وسماً لا يمحى من ذاكرتهم و7 منهم لم تسمح ظروفهم بالتخرج".
أضاف: "معاً نربي، نعم.. فبدون التضامن بين الأهل والمدرسة لا تصح تربية ولا تقوم على أسس راسخة لأنها من أصعب الفنون التربوية كونها فن تنشئة الأشخاص وتطال عمق الإنسان في ذاته في نفسه ووجدانه وعقله واخلاقه. معاً نربي المواطن الصالح، نعم.. فالتربية الصالحة ستنتج حتماً مربياً صالحاً . وهذا هو الهدف من التربية والتعليم لتخريج مواطنين صالحين في خدمة الوطن الواحد المتنوع برسالته الفريدة . فالتلميذ الصالح سيكون مواطناً صالحاً وسيكون أباً وأماً صالحين ، وسيكون طبيباً وقاضياً ومهندساً ومعلماً وجندياً صالحاً".
وختم متوجهاً الى الخريجين: "هنيئاً لكم ولأهلكم وصولكم الى الأعتاب الجامعية وان شاء الله وصولكم الى الشهادات العليا. لا تنسوا القيم التي اكتسبتم والتحصيل العلمي الذي نحتكم، فهما جناحا النجاح والتفوق . كونوا دوماً متألقين بإنسانيتكم ، مصرين على الخير وعلى كرامة الإنسان والأوطان" .
كلمة الخريجين
كلمة الخريجين ألقتها باللغتين العربية والفرنسية الطالبتان دعاء بشارة وميرا مزرعاني ، فاعتبرتا أنهما وزملائهما يقفون اليوم وهم يحملون بين أيديهم ثمار أعوام من السعي ومشاعر لا توصف.
كلمة الهيئة التعليمية
وألقت كلمة الهيئتين الإدارية والتعليمية أستاذة اللغة الفرنسية لينا رزق فقالت: "ها نحن اليوم في نهاية هذه السنة الدراسية نواكب تخرج تلامذتنا وأولادنا الأحباء الذين قضينا معهم أوقاتاً طويلة وعشنا واياهم لحظات ممتعة وأخرى صعبة، ولكننا بعملنا الدؤوب من إدارة ونظار وأساتذة استطعنا تخطي الصعاب والتحديات وإكمال مسيرتنا التربوية . وقد كنا كأسرة متماسكة وعائلة واحدة متآلفة لا تنقسم عراها".
أضافت: ما كان بالأمس حلماً بعيد المنال تحقق اليوم ، وها أنتم على أبواب المستقبل المعد لكم، فكونوا مؤمنين بطاقاتكم وقدراتكم التي وهبها الله لكم ، واعلموا بأنه بالعلم والعمل والأخلاق تبنى الأوطان".
الحريري
وبعد فقرة غنائية أدت خلالها الطالبة ريفال أسعد أغنيتين للسيدة فيروز، ألقت الحريري كلمة قالت فيها: "معاً نربي المواطن الصالح، ومعًا نتشارك فرحة النجاح، ومعاً نتطلع إلى مستقبلٍ آمنٍ لكلّ أجيال لبنان.. نجتمع اليوم في رحاب بلدة لبعا العزيزة وبين أهلها الكرام، لنحتفل معاً بموسم حصاد الجّهود التّربوية المميزة التي أثمرت تخرّج دفعة جديدة من طلاب ثانوية لبعا الرسمية التي نعتزّ بها كنموذج حيّ للشّراكة التّربوية الحقيقية مع محيطها، إذ احتضنت طلاباً من مختلف المدن والبلدات المجاورة في صورة مشرّفة للتّعاون التّربوي والوطني".
أضافت: "لا يمكن أن نحتفل اليوم دون التوقف عند تحديات التّعليم الرسمي في لبنان، هذا القطاع الذي واجه ولا يزال، صعوبات جمّة، من ضعف الإمكانات إلى التّحول الكبير نحو المدارس الرسمية إلى الأزمات الاقتصادية المتتالية ، التي أثقلت كاهل المعلمين والإداريين والأهالي والطلاب. ورغم هذه الظروف القاسية، إستطاعت ثانوية لبعا الرسمية ومعها العديد من المدارس الرسمية في لبنان، أن تثبت حضورها وأن تحافظ على جودة التّعليم، بفضل إرادة العاملين فيها وإيمانهم برسالتهم. لقد كانت هذه التّحديات إمتحاناً حقيقياً للثّبات على المبادئ وقد اجتزتم هذا الإمتحان بجدارة، وإنّنا على ثقة بأنّ كلّ المعنيين يعرفون أنّ التّعليم الرّسمي ركيزة الوطن وبوابته نحو العدالة التّربوية وتكافؤ الفرص وبوابة أبنائنا إلى الغد. فمستقبل لبنان يُكتب في صفوف هذه المدارس، وعلى أيدي هؤلاء المعلمات والمعلمين الذين يستحقون كلّ دعم وتقدير".
وتوجهت بالتّهنئة إلى أسر الخريجين "الذين تعبوا وصبروا وواكبوا أبناءهم خطوةً بخطوة حتى وصلوا إلى هذه اللحظة التي يستحقون فيها الفرح والفخر، وكانوا السّند والدّاعم. وها هو التعب يُزهر نجاحاً". كما هنأت الطلاب" ثمار هذا الجهد والأمل المشرق" ، سائلة الله تعالى أن تبقى الأبواب مفتوحة أمامهم ليكملوا تحصيلهم العلمي في مختلف الإختصاصات. وقالت: فلبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاج إلى عقولكم وإلى طاقتكم وإلى إرادتكم لبنائه من جديد".
ووجهت "تحية شكر وتقدير إلى المدير الأب الياس المندلق وإلى أفراد الهيئة التعليمية والإدارية كافة على تفانيهم وعطائهم ووطنيّتهم الصادقة، واثباتهم أنّ التّعليم رسالة يحملونها بضمير حيّ لبناء المواطن الصالح، المتمسّك بالقيم، المسلّح بالعلم، العامل من أجل لبنان السكينة والأمل والإستقرار".
بعد ذلك ، قامت الحريري بمشاركة المندلق بتوزيع الشهادات على الخريجين ، والجوائز التقديرية على الأوائل في صفوفهم .