
دمج
استهل الحفل بآيات قرآنية للمقرئ خضر سيف الدين، تلاها النشيد الوطني وترحيب من عضو الهيئة الإدارية للنادي عايدة غطاس، ثم تحدثت رئيسة النادي المحامية إيلان دمج، فقالت: "نلتقي اليومَ في رحاب الذكرى، ذكرى رجلٍ لم يكن عابراً في حياتنا، بل كان نقطةُ ضوءٍ على درب التربيةِ والثقافة والكرامة . نُحيي اليومَ الذكرى السنوية لرحيل المربي الفاضل المرحوم الأستاذ سمير عبد السلام سعد، ذاك الرجل الذي جمع في شخصه صدق الانتماء، وحرارة القلب، ووقار الفكر، وعنفوان الكلمة، لقد كان رحمه الله، صوتا حراً صادقاً في زمنٍ عزّ فيه الصدق. عرفناه في ميادين التعليم، فكان القدوةَ والمثال. وعرفناه في ميادين الفكر والالتزام، فكان المدافع عن الحق، حاملاً هموم الناس مؤمناً بقضايا الوطن والحرية والعدالة. نعاهده أن نبقى أوفياء لما آمن به وعاش لأجله، ولأصدقائه وأقرانه نقول يكفيكم فخرا ان الاستاذ سمير كان صديقكم ورفيقكم وشريكم في النضال في زمن تشهد برجا والإقليم لنضالات ابنائها".
سعد
ثم ألقى العميد رائف سعد كلمة العائلة، فقال: "نجتمع اليوم بمناسبة مرور عام على وفاة رجل عصامي، مجاهد، من رجالات برجا الكبار وهم كثر، الذي لم يترك للراحة مكان في كل مراحل حياته. انه الحاج المربي القاضي المجاهد المناضل سمير عبد السلام الشيخ سعد "ابو وائل"، رحمه الله واسكنه فسيح جناته".
أضاف: "ستبقى حياً فى صميم القلوب، وسيرتك الباطنية مدرسة في الضمائر. نعم فارقت الدنيا ولا اعتراض على حكم الله ولكن روحك تسكن ارجائنا ولم تفارقنا".
ترو
ختاما ألقى النائب السابق ترو كلمة قال فيها: "تعرفت على الاستاذ سمير سعد والدكتور حسن غصن رحمهما الله من خلال صداقتهما مع اهلي واخوتي، توطدت العلاقة مع الرفيق سمير ومع الرفيق حسن وكان في ذلك الوقت الإثنان ينتميان الى الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان عندهما مسؤوليات حزبية، وعرضا علي حضور جلسات تثقيفية في منزل الاستاذ سمير، وكان يحضر هذه اللقاءات عادة كبار المسؤولين في الحزب، محسن دلول وفؤاد حامد رحمهما الله، عاصم حسن وحنان شعبان وغيرهم الكثير من الرفاق والاصدقاء والمحازبين الجدد".
أضاف: "الرفيق سمير تبوأ عددا من المسؤوليات الحزبية، بدءا من القاعدة، فكان مديرا لفرع الحزب في برجا، ثم معتمدا ثم عضوا في وكالة الداخلية ثم عضوا في جمعية المرشدين والتي هي اعلى هيئة حزبية آنذاك، وكان الرفيق سمير وصديقنا ورفيقنا الاستاذ حسن الدقدوقي، يعقدان الاجتماعات في منزليهما، والرفيق سمير من خلال انتمائه للحزب ومن خلال رؤيته لبرجا ولواقعها، كان واحدا من روادها في تلك الفترة الى جانب الكثيرين من مناضلين اجتماعبين وسياسيين وحزبيين في تلك الفترة . كان مدرسا ومناضلا وصديقا للجميع، علاقاته مع الاحزاب والجمعيات في البلدة كانت نضالاتهم مشتركة وعمل دؤوب من اجل برجا واهلها. هذا الجيل الذي مضى كان يحمل على كتفيه وكاهله هم برجا وابنائها في ذلك الوقت. الرفيق سمير كان من الاشتراكيين الاوائل في الاقليم، عاصر كمال جنبلاط، خاضا نضالا سلميا في ذلك الوقت ضد الاحلاف، ونضالا ديمقراطيا. ومنذ اغتيال المعلم كمال جنبلاط واكب سمير سعد مسيرة الحزب تحت قيادة الرفيق وليد جنبلاط، نضالا حزبيا وديمقراطيا وانتخابيا واحتماعيا، وفي المرة الاخيرة كان لزيارة الرفيق تيمور في الانتخابات الماضية الى منزل سمير الأثر الطيب عند الرفيق سمير وكل الحاضرين آنذاك".
وتابع: "سمير سعد كان من الرعيل الأول في النادي الثقافي الاجتماعي، لم يتوان يوما عن المشاركة في اي عمل للنادي، وكانت له بصمات خلال مسيرته، لم يغب عن احتماع او مناسبة تخص النادي. سمير سعد كان أستاذا ومربيا، وكان حريصا على تلاميذه كحرصه على ابنائه الذين نفتخر بهم كما أفتخر بهم هو ، هذه الكوكبة من الشباب الذين بناهم سمير وهم دعموا البنيان، هكذا كان سمير مع طلابه وابنائه وأبناء بلدته، كان يوجه الجميع ويشارك في الآراء والهواجس".
وقال: "نبارك للبلدية والبلدة، وندعو اهلنا الى المشاركة في الاعمال وتبادل الآراء والاضاءة على المشاكل وطرح الحلول والمساهمة المادية من خلال المتوجبات على كل مواطن عن منزله ومؤسسته، لأن هذه الأموال هي التي ستصرفها البلدية في عملها اليومي، الى جانب ما ستساهم به الدولة من مشاريع وبنى تحتية. ونتمنى على الاهل ان يسارعوا في ازالة المخالفات والتعديات على الأملاك العامة والطرقات كي نحافظ على بلدتنا ونظافتها وجماليتها وطرقاتها".
وختم: "نعم ما زلنا نمر بأوقات عصيبة في لبنان، ان على صعيد العدوان الاسرائيلي المستمر على بلدنا من تدمير ممنهج للقرى والبلدات والاغتيالات التي ما زالت مستمرة كل يوم، وهنا نطالب بتطبيق وقف اطلاق النار وتطبيق ال1701، وبالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب وإطلاق سراح الاسرى وفرض سلطة الدولة على كامل اراضيها، وان يكون قرار الحرب والسلم ملكا للدولة وحدها وتطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف. كما نطالب بانصاف الموظفين في القطاع العام والقطاع التربوي والمتقاعدين، ولو كان سمير بيننا اليوم لكانت هذه مطالبه التي هي مطالب الجميع. نحن يا رفيق سمير سنذكرك في كل محطة وساحة ونضال".
بعدها تسلمت عائلة الراحل درعا من النادي الثقافي في برجا، وأخرى من فرع الحزب التقدمي الإشتراكي في برجا.