
استعاد الأب مبارك في عظته الحدث المحوري لأحد العنصرة، اليوم الخمسين بعد قيامة الرب، حيث كان التلاميذ مجتمعين في العلية حين صدر صوت كريح قوية زلزل المكان، فدخل الخوف إلى قلوبهم. لكن يسوع، بحسب رواية القديس يوحنا، طمأنهم قائلاً: "لا تخافوا، أنا معكم، لن أترككم. أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم". بهذه الكلمات، منحهم يسوع الرجاء، وغسل أرجلهم في خميس الغسل كعلامة تواضع ومحبّة، ليهيّئهم لحمل رسالة البشارة".
وأوضح الأب العام أن "الكنيسة انطلقت من تلك اللحظة، عندما حلّ الروح القدس على التلاميذ كألسنة من نار، أضاءت وجوههم وأشعلت فيهم نار الرسالة. فأصبحوا يتكلمون لغات متعددة، هي لغات جديدة – "لغة المحبة، لغة الفكر المنوّر"، كما قال، وهي اللغات التي أرادها المسيح وسيلة لنقل محبته وخلاصه إلى كل الشعوب".
وفي سياق حديثه عن انطلاق الكنيسة الجامعة في هذا العيد، شدد الأب مبارك على ثلاث وصايا جوهرية أوصى بها يسوع تلاميذه:
المحبّة ليست بالكلام، بل بحفظ الوصايا، لن أترككم وحدكم، فالروح القدس سيكون معكم، لا تخافوا الأُلفة، ففي الألفة تولد المحبّة، وبالمحبّة ننتصر".
وأكد أن "صوت المحبة، الذي يحتفل بعيده الحادي والأربعين، يجسّد هذه الرسالة، كمنبر يواصل حمل نور البشارة إلى القلوب، ويُعلي صوت الإنجيل في عالم يبحث عن الرجاء".
وقد تميّز القداس بأجواء روحية مهيبة، اختتمت بزياح داخلي في الكنيسة، وتمنّى فيه الأباتي مبارك أن تبقى هذه الإذاعة وسيلة محبّة ونور في درب الكنيسة والناس، لا سيما في ظل ما يعيشه لبنان والعالم من أزمات.