
وبحسب بيان كلية الصحة، "يشكل هذا المؤتمر محطة بارزة ضمن إطار احتفالات الذكرى الثلاثين لتأسيس كلية الصحة العامة وعلومها في جامعة البلمند، ويهدف إلى معالجة التحديات الأساسية التي تواجه النظام الصحي في لبنان في ظل سلسلة من الأزمات الوطنية المستمرة التي واجهها لبنان في الفترة الأخيرة. ويسعى المؤتمر الى تسهيل الحوار بين الجهات المعنية الأساسية في القطاع الصحي ورصد التجارب والخبرات، من أجل اقتراح حلول مستقبلية مبتكرة تضمن تعزيز جهوزية النظام الصحي اللبناني لمواجهة تحديات المستقبل".
وتخلل المؤتمر سلسلة محاضرات وحلقات النقاش، تناولت مواضيع استراتيجية في مجال إدارة الأزمات الصحية، وأبرزها "تأثير الكوارث الصحية والحروب والأزمات الإقتصادية على النظام الصحي اللبناني، أهمية التخطيط الاستراتيجي، تعزيز البنى التحتية، مواجهة الأزمات المناخية وتطوير القيادة الصحية في بيئات الضغط العالي".
وقد شارك في الجلسات وزير الصحة الدكتور راكان ناصرالدين وعدد من خبراء الصحة وممثلين عن وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، كما قدمت محاضرات من قبل الدكتور نسيم طالب والسيد كارلوس غصن.
مراد
في مداخلتها، أوضحت الدكتورة مراد أن "ميزة هذا المؤتمر تكمن في التعاون مع الجيش اللبناني، الذي يمثل إحدى ركائز الوطن الأساسية، ومشاركة وحضور العديد من الخبراء من خلفيات متنوعة، مع التركيز على مبدأ الشراكة، بهدف الوصول إلى مسودة قرارات تسهم في تحسين الوضع الصحي، لأن الصحة حق للجميع".
هاير
وقد سلطت الدكتورة هاير الضوء على تميز كلية الصحة في جامعة البلمند، وقالت: "نحتفل هذا العام بمرور 30 عاما على تأسيس الكلية. ثلاثة عقود من الخدمة والتعليم والبحث في أكثر المجالات أهمية وتحديا في لبنان".
أضافت: "رغم الأزمات المتعددة والمتراكمة التي مر بها لبنان، لا يزال قسم الصحة منارة للتميز، ليس فقط من حيث التزامه بالخدمة والتعليم، بل بشكل خاص من حيث إنتاجه البحثي، وخصوصا في المجالات الحيوية والناشئة مثل الصحة البيئية وتغير المناخ".
بشراوي
وأكد رئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري داني بشراوي، "ضرورة التعاون في هذه الأوقات"، وقال: "في خضم كل هذه التحديات برزت حقيقة أساسية وهي أنه لا يمكن لأي جهة مهما بلغت كفايتها ان تواجه الأزمات بمفردها. التعاون لم يعد خيارا بل أصبح شرطا للبقاء. من هنا يأتي هذا المؤتمر ليشكل منصة حوار وتكامل بين الجهات الصحية الرسمية والمؤسسة العسكرية والقطاع الخاص والجامعات ومنظمات المجتمع المدني".
وراق
في كلمته شدد الدكتور وراق على "أهمية النهوض بالقطاع الصحي بعد التحديات التي تواجهه"، وقال: "نظرا لكل ما حدث من تجارب ومآسي، يجب أن نتحول إلى بلد يتعلم من المصائب ليجتاز المصاعب، من خلال الوعي المجتمعي الذي يجب أن يترافق مع خطط استراتيجية توضع من قبل أصحاب القرار في مواقع المسؤولية. لذلك يجب أن ندرك أهمية تحسين البنى التحتية لنظامنا الصحي، ومن ضمنها تدريب العاملين في هذا المجال على مواجهة الأزمات، وإنشاء أنظمة استجابة طارئة من خلال الإستثمار في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة".
ممثل قائد الجيش
وتحدث اللواء الركن عودة، فقال: "يجسد لقاءنا في مؤتمر إدارة الأزمات في القطاع الصحي في جامعة البلمند الإرادة المشتركة بين عدة مؤسسات وطنية، على رأسها وزارة الصحة العامة وعدد من كبار المسؤولين الرسميين والخبراء من مجالات مختلفة متصلة بالرعاية الصحية من أجل الارتقاء بالقطاع الصحي في لبنان وتحصين وطننا أمام الأزمات التي تطال الصحة العامة".
أضاف: "بذلت المؤسسة العسكرية قصارى جهدها لأداء دور فاعل على الصعيد الصحي خلال الأزمات الخطيرة انطلاقا من دورها كمؤسسة ضامنة لأمن لبنان واستقراره وايمانا منها بقدسية واجبها المهني والأخلاقي في الوقوف الى جانب اللبنانيين بمختلف السبل".
ممثل رئيس الجمهورية
وقال الوزير هاني: "ن اختيار جامعة البلمند مع الجيش اللبناني لاحتضان هذا المنتدى لم يات من فراغ، فهذه المؤسسة الأكاديمية لطالما لعبت دورا فكريا وطنيا رياديا في إحتضان المبادرات العلمية وتقديم مساحة للحوار البناء بين أهل الاختصاص وصناع القرار والشركاء الدوليين".
واعتبر أن "الأزمات لا تواجه بالقرارات العشوائية بل بالرؤية والتخطيط والحوكمة الرشيدة، ومن هنا فإن ما يطرحه هذا المنتدى من محاور حول القيادة في أوقات الأزمات والشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز البنى التحتية الصحية يشكل خارطة طريق نحو بناء منظومة صحية وطنية شاملة تستند إلى الإبتكار والعدالة والإستعداد المسبق لا فقط الى ردود الأفعال المحدودة".
ولفت بيان الكلية الى ان "هذا المؤتمر يجسد رؤية جامعة البلمند في رسم سياسات الصحة العامة في لبنان، وتعزيز الجهوزية الوطنية لمواجهة الأزمات، من خلال جمع الأطراف المعنية على طاولة واحدة لبناء حلول واقعية ومستدامة".