أخبار ساخنة

احتفال تأبيني للمناضل الشيوعي عبد السلام عبدالله في شحيم


بمناسبة الذكرى الأربعين لرحيل المناضل عبدالسلام عبدالله أقام الحزب الشيوعي في إقليم الخروب وشخيم حفل تأبين في مركز النادي الثقافي في شحيم بحضور الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلين عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية واهالي الشهداء وأهل الفقيد
بعدالنشيدين اللبناني والشيوعي   كانت كلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي في شحيم ألقاه حسن شحادة معددا نضالات الراحل الطويلة مع القضايا الوطنية ومشاركته الفعالة في تأسيسي منظمة الحزب الشيوعي في شحيم وعمله في قطاعات العمال وغيرها من المحطات المضيئة.

 بعدها كانت كلمة للعائلة ألقتها نجلته كلارا التي شكرت الحزب الشيوعي على هذا التكريم وتحدثت عن مزايا الاب المناضل من الوطن والمواطن في إقليم الخروب وعن مسيرته النضالية الطويلة مؤكدة مواصلة الطريق الذي سلكلة في محاربة الفساد والحق في العيش بحرية وسلام.

 الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب تحدث في كلمة عدد من خلالها مزايا الفقيد من الاعتقال حتى اليوم وعن مواقف الحزب الشيوعي اللبناني من التطورات الأخيرة وقال "
يجمعنا اليوم الرفيق أبو مجد في رحيله، كما كان يحب الجمع في حياته . انها صفة المناضلين الكبار الذين يفنون حياتهم استشهادا وكفاحا من اجل سعادة شعبهم ، من اجل تحرير كادحيه من استغلال واحتلال.
في الاستغلال ، وقبل ان يقرأ عنه أبو مجد عنه في الكتب والكراريس ، عاشه وكابده منذ طفولته وطوال حياته . فهو لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب . على العكس ، هو ابن اسرة فقيرة عاشت شظف العيش وفقدان رب العائلة. أجبرته ظروفها على الدخول  باكرا سوق عمالة الأطفال لمساعدتها على تأمين لقمة عيشها من عرق جبينها. في معمل النسيج يوم أصبح شابا تعرّف على ذاته عاملا لدى رب العمل . أدرك حينها حقيقة انتمائه الطبقي، وعليها تفتّح وعيه الاجتماعي لمعنى استغلال الانسان لأخيه الأنسان في العمل والإنتاج. انخراطه في العمل النقابي جاء نتيجة

طبيعية لوعيه الثوري الذي به اتضحت معالم شخصية ذاك الشاب المناضل النقابي الذي لا يعرف الخضوع للضغوط والمغريات، فكان مدافعا صلبا عن حقوق العمال والمستخدمين، وهكذا بقي حتى الرمق الأخير.
وعلى هذا المسار النضالي  تعرّف الى حزبه وانتسب الى صفوفه في بداية ثمانينات القرن الماضي. فكان مثال الرفيق المخلص المتفاني محبا ومحبوبا  ومحط تقدير واحترام لدى رفاقه وأهله وأبناء بلدته الطيبين . شجاعا في نضاله والتزامه وفي الانتصار لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية  من أجل تحرير الأرض من رجس الاحتلال وحمل رايتها الوطنية و دعمها بكل ما لديه من إمكانيات وتعرض للملاحقة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني مرات عدة . ورغم ظروفه التي لم تسمح له بحمل الشهادات  فقد تميز الرفيق  أبو مجد بقدرات فكريه كبيرة بفضل جهده الذاتي ، ساعده في ذلك عقل نقدي لا يقبل المساومة . لعب دورا كبيرا في النضال داخل منظمة الحزب الشيوعي في شحيم . كان  مدافعا عن أهلها الذين أحبهم واعطاهم من عمره تعبا ونضالا من اجل تحسين أوضاعهم وتحقيق  مطالبهم الاجتماعيه . بقي أبو مجد حتى اللحظة الاخيرة من حياته، حاملا  قلقا كبيرا حول استمرارية النضال وسبله الانجع..وفي الدفاع عن وحدة حزبه وتطوره.
مناضل شيوعي ضد راسمالية امبريالية بلغت من الدموية في التوحش والعنصرية ما بلغه صهاينتها في فلسطين ولبنان والمنطقة، وضد رأسماليتها المحلية التي استبدت بشعبها فنهبته وهجرته وقسمته بنظام طائفي مذهبي تتسلح به لأعادة انتاج سلالاتها الموروثة.  
يغادرنا أبو مجد ونحن بأمس الحاجة اليه ولأمثاله من المناضلين لتعزيز المواجهة في ظل  الظروف السياسية الخطيرة التي يمر بها لبنان ومنطقتنا العربية. في قلبه ووجدانه سكنت قضية فلسطين وشعبها ودعم مقاومتها. حرب إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته. آخر فصولها خطة ترامب الاجرامية بتهجير سكان غزة الى مصر والأردن، وضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني ، وهو ما يستوجب الرفض والأدانة والتحرك ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة ببطولة نادرة قل نظيرها من اجل تحقيق وحدته الوطنية وحقه في تقرير المصير .

وفي وطننا لبنان عدو صهيوني مستمر في جرائمه واحتلاله لفرض شروطه السياسية في التطبيع بدعم أميركي واضح . أدانة العدو الصهيوني الرافض للأنسحاب والممعن في التدمير والقتل والاغتيالات واجب مستحق، وتحرير الأرض حق وواجب ايضا. والموقف يدعونا أيضا لتحميل المسؤولية لكل الذين فاوضوا ووافقوا وأقروا اتفاق وقف اطلاق النار وقاموا بترئيس الأميركي لما سمّوها لجنة "المراقبة والتنفيذ" التي ليست سوى لجنة للاشراف على استمرار العدوان والاحتلال.
فها هو الأميركي يقوم بتغطيته ، ويبرر له بقاء احتلاله، ليس على التلال الخمس فحسب، ولا على المنطقة الآمنة التي يسيطر عليها من خلال هذه التلال ايضا، بل لاستمرار عدوانه لتحقيق اطماعه التوسعية والسيطرة على الثروة الغازية وعلى المياه مستخدما عدم الانسحاب ووقف المساعدات لمنع الاعمار وعدم عودة الأهالي الى قرى الشريط الحدودي وفرض التطبيع مع العدو الصهيوني. يساعده في ذلك، نظام سياسي تبعي في رأسماليته ، طائفي في محاصصته في ما بين قواه  السياسية التي طالما شكلت جميعها أساسا ومرتكزا تاريخيا له.
فليتحملوا مسؤولية موافقتهم  مع الحكومة العتيدة واجب مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل وهذا واجبهم ، ومن حق شعبنا اللبناني مقاومة الاحتلال، مقاومة وطنية وبكل الوسائل. فكفى خضوعا للضغوط وللتدخلات الأميركية ومن أي جهة خارجية أتت، ونعم لكسر تبعية نظامنا السياسي وارتهان سلطته السياسية لأوصيائها في الخارج وفي مقدمهم  مدعو السيادة منهم .
في ظل هذا الاحتلال وهذه الاخطار ندق ناقوس الخطر، محذّرين من تصعيد الخطاب الطائفي الذي نسمعه . فشد العصب المذهبي في مثل هذه الظروف لن يستفيد منه سوى العدو الصهيوني واحتلاله. فمهلا أيها المتحضرون كعادتكم للانتخابات البلدية والنيابية على هذا النحو المدمّر، لما لم يتدمّر بعد. فالمعركة مع العدو لم تنته بعد، فلا تحققوا أهدافه بايديكم، كما حقق بالاتفاق ما لم يحققه بالحرب والعدوان. نسالهم : هل بخطابات الشحن الطائفي والشعارات المذهبية ننتصر على تكنولوجيا العدو ؟ هل بتقسيم اللبنانيين طوائف ومذاهب متصادمة

نحرر الأرض ؟ وهل بأفقارهم وتهجيرهم من وطنهم نحفظ كرامتهم الوطنية ونبني دولة تضمن حقوقهم وتليق بتضحيات الشهداء؟ ألا يكفينا ما نحن فيه لندعو لاجراء مراجعة نستخلص منها الدروس والعبر  وبأن النهج السياسي الاقتصادي الاجتماعي قد فشل ويجب تغييره والتغيير يجب ان يطال النظام السياسي.  
أولوياتنا السياسية للأصلاح والأنقاذ  تتجسد أولا في فرض الانسحاب على قوات الاحتلال الصهيوني من دون قيد او شرط حتى الحدود الدولية وفق اتفاق الهدنة وإعادة الاعمار لأهلنا النازحين ودفع التعويضات لهم وعودتهم السريعة الى قراهم ومنازلهم يجب ان تحتل أولويات العمل في بيان الحكومة الوزاري..
ثانيا : تشكيل الهيئة الوطنية لألغاء الطائفية السياسية وتطبيق ما لم يطبق من مواد في اتفاق الطائف المواد( 95 و24 و22) المتعلقة بتعديل القوانين الانتخابية البلدية والنيابية على أساس الغاء القيد الطائفي والنسبية والدائرة الواحدة أو الموسعة .
ثالثا : إقرار مطالب الطبقة العاملة والمتوسطة والفئات الشعبية وأصحاب الودائع الصغيرة وتصحيح الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد وتعويضات الصناديق الضامنة ووقف نزيف هجرة الكوادر والكفاءات الشابة وتعزيز دور القطاع العام في التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية والإدارة العامة ومؤسساتها.
مثل هذا المثلث يشكل مدخلا لمرحلة كفيلة بالانتقال الواعد من الدولة الطائفية الفاشلة الى الدولة العلمانية الديمقراطية المقاومة دولة العدالة الاجتماعية والمساواة لبناء وطن حر وشعب سعيد . انها القضية التي ناضل راحلنا الكبير الرفيق أبو مجد من اجلها  مع رفيقة عمره السيدة  هدى فواز ( ام مجد) فكان خير الوالد  لمجد  و كلارا و رانيا  و فرح اللواتي غمرهن بمحبته واهتمامه. المناضلون امثالك أيها الرفيق لا يموتون . باقون في ضمير شعبهم وحزبهم وفي وجدان الرفاق في منظمة الحزب في بلدتك شحيم ووسط أهلها وكل المحبين".


 وفي الختام قدم غريب وقيادة الحزب في الإقليم والشوق درع تكريمي للعائلة