أخبار ساخنة

حدادة خلال تجمع أمام سجن جورج عبد الله في فرنسا: اختار أن يبقى حراً وهو في سجنه


 
 وطنية - تجمع آلاف الأشخاص أمام سجن لانميزان في فرنسا دعما لجورج ابراهيم عبد الله، بدعوة من احزاب ومنظمات  يسارية  وجممعيات تضامن فلسطينية -فرنسية ومنظمات نقابية.

وألقى الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة كلمة استهلها بالقول:

الرفيقات والرفاق، الصديقات والأصدقاء
أشكر لكم، إتاحة الفرصة لي، لمخاطبة
 جورج ابراهيم عبدالله
من أقرب مسافه منه منذ أربعين عاماً، رغم التواصل الفكري والسياسي، والقضية.
عرفته، منذ شبابه وقبل اعتقاله، صلباً شحذ إرادته من جبال وصخور عكار في شمال لبنان.
شحذ فكره ثقافة والتزاماً ثورياً، وجهته دائماً في مواجهة الحقد والاحتلال والفساد.
لن أطيل الحديث عن صفاته الشخصية، أصبح يعرفها وربما أكثر منّا سجّانوه، الذين رفض التنازل أمامهم، متمسكاً بقضيته التي أصبح لها عنوان واضح وواحد: تحرير فلسطين.
أتوجه إليك، رفيقي وصديقي العزيز، لأبلغك أن ما في داخلي اليوم مزيجٌ من الألم والغضب والفخر والأمل.
الألم مع طفل يجوع، وشهداء يتساقطون أشلاء، تحت الردم بآليات من قتلهم ويبيدهم. والوحش نفسه يقتل من يحاول إغاثتهم.
الألم من رؤية غزة، ينحرها الحقد الصهيوني، وتفقد عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى من المدنيين، أتألم من رؤية أطباء يستشهدون وفي يدهم مبضعهم يحاولون فيه إنقاذ جريح، ومعهم الممرضات والممرضين ممن تدمر مستشفياتهم.
الألم من رؤية، 150 صحفياً، يسقطون وفي يدهم قلم وكاميرا، يقتلهم أعداء الحقيقة.
الألم ممن يدعون الديمقراطية ويمارسون القمع ضد كل شعوب العالم، ويغطون المذبحة والإبادة.
أما الغضب،
ففي وجهي عدو غاصب فقد أعصابه لعدم قدرته على هزيمة مقاومين وأسلحتهم المتواضعة رغم طيرانه وآلياته الممتدة من مخازنه إلى مخازن ديمقراطية واشنطن وباريس وبرلين ولندن وغيرها.
الغضب من أنظمة عربية خائفة وخائنة، تخشى على سلطاتها وعلى أموال الشعوب التي اغتصبتها وتقاسمتها مع الأميركي.
الغضب من حكومات فرنسية متعاقبة، تركت تاريخ شعبها وقيم ثورتها، لتنفذ القرار الاميركي – الاسرائيلي بدعم حرب الإبادة في غزة، وأيضاً لتنفذ قرار الحكومة الصهيونية والادارة الأميركية باستمرار سجنك، مضحية بما تدعيه من استقلال القضاء ومفاهيم الحرية والعدالة.

الغضب من نظام سياسي لبناني، تمنعه طبيعته الطبقية التابعة، وتكوينه الطائفي، من المطالبة بإطلاق سراحك، من أجل مصالح حكامه وارتباطاتهم.
أما الفخر، الفخر بشعب يحتضن مقاوميه في غزة، يدفن شهداءه بيد، ويغني ويرقص، حاملاً سلاحه باليد الأخرى.
الفخر بالضفة الغربية، يقوم شبابها بالتصدي لقطعان المستوطنين المسلحين والمحميين من الجيش الصهيوني الغاصب.
الفخر بمقاومة لبنانية، تستمر في القيام بمهامها، إسناداً لغزة، واستمراراً في الدفاع عن الوطن، وتدفع مئات الشهداء والجرحى على نفس الطريق.
الفخر بشعب اليمن، الفخر بمقاومة العراق.
الفخر بشعوب أفريقيا، وخصوصاً جنوبها وبحكومتها، الفخر بأميركا اللاتينية، الفخر بآلاف الشباب والفتيات في أوروبا والعالم، يتحدون حكوماتهم، ويرفعون راية الدفاع عن فلسطين.
والفخر يشمل الآلاف من الشباب الفرنسي، الداعم لغزة والداعم لقضيتك.
والفخر بمناضل، قضى 40 عاماً، كان يمكنه تلافيها، لو نطق بكلمة تراجع، لكنه يستمر بالصمود، تعانق إرادته إرادة شعب فلسطين، الفخر بك يا جورج.
أما الأمل، الأمل بالحالة الجنينية التي ولدتها غزة ومقاومتها. الأمل بأطفالٍ ينتشلون أشلاء أخوتهم وأخواتهم، أصدقاءهم وصديقاتهم، آباءهم وأمهاتهم، يحولون ألمهم المكبوت إلى صواعق، ستستكمل الصمود بالتحرير.
الأمل، بما تركته هذه المعركة من وضوحٍ في العالم، المواجهة بين ذئاب الكولونيالية والشعوب الفقيرة.
الاصطفاف واضح: فقراء العالم من جهة في مواجهة الناهبين.
في النهاية،
لن أطالب بالحرية لجورج عبد الله، فجورج اختار أن يبقى حراً وهو في سجنه، أما أنت يا ماكرون، أنت السجين، فقد اخترت أن تبقى حبيس التبعية، والسجين الآخر هو النظام السياسي اللبناني، أسير مصالحه وتبعيته.
                
            المجد لمناضل رمز، بقي حراً أربعين عاماً في سجنه
            المجد لك أيها المقاومة اللبناني الفلسطيني العالمي
            المجد لغزة وفلسطين ولكل من يساندها
            فلسطين حرة، غزة ستنتصر


المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام NNA