أخبار ساخنة

اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي أحيت عيد البشارة في الجامعة الأنطونية في مجدليا المطران مراد: ليتجاوز حوارنا الشكلي الى مفهوم الكرامة الإنسانية ولتكن علاقتنا مبنية على مواقف الرحمة


 زغرتا - اقامت اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك لمناسبة عيد البشارة، لقاء صلاة مسيحي اسلامي بعنوان "هوذا انا أمة الرب"، على مسرح الجامعة الأنطونية - فرع الشمال في مجدليا، في حضور المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري ممثلاً برئيس دائرة ألامن العام لمرفأ طرابلس المقدم غيث يوسف، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ممثلا بقائمقام زغرتا إيمان الرافعي، قائمقام بشري ربى شفشق ممثلة برئيس إتحاد بلديات جرد الضنية طارق شفشق، نقيب المحامين في طرابلس والشمال سامي الحسن ممثلا بالمحامي يوسف الدويهي، رئيس اللجنة المطران مار متياس شارل مراد، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف أبو رعد ممثلا بالمدبر العام الأب الدكتور بشارة إيليا، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور ممثلا بعضو الهيئة الشرعية في المجلس الشيخ محمد عبد الكريم ووفد ضم مدير مكتب رئيس المجلس الشيخ أحمد عاصي ومدير المراسم جلال ضاهر، متروبوليت طرابلس والشمال وعكار للروم الملكيين الكاثوليك والمدبر البطريركي على أبرشية بعلبك - الهرمل المطران أدوار جاورجيوس ضاهر، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالنائب الأسقفي العام الخورأسقف أنطوان مخايل، النائب الأسقفي الخاص في أبرشية طرابلس المارونية المونسنيور يوحنا مارون حنا، المدبر العام للرهبانية اللبنانية المارونية في الشمال الأب طوني فخري ممثلا بعميد كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس - الكسليك الأب الدكتور الياس حنا، المفتي الجعفري لمحافظة كسروان الفتوح وجبيل العلامة الشيخ عبد الأمير شمس الدين ممثلاً بالشيخ محمد حيدر، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، خادم رعية السيدة في مجدليا الخوري عبود جبرايل، مدير الجامعة الأنطونية في الشمال الأب القاضي ماجد مارون، رئيس دير مار انطونيوس قزحيا في الوادي المقدس الأب كميل كيروز ممثلاً بمسؤوا المزار الأب بيتر بطرس، رئيس دير مار جرجس في عشاش قضاء زغرتا الأب كليم التوني، خادم رعية بان في قضاء بشري الأب آسيا صافي، رئيس اقليم الدفاع المدني في قضاء جبيل مخول أبي يونس، رئيس المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان الشيخ حسن شمص، رئيس دير مار يوسف للآباء اللعازريين في مجدليا والمرشد الإقليمي للسجون في محافظتي الشمال وعكار الأب طوني فياض، رئيسة إتحاد نقابات المهن الحرة السابقة الدكتورة راحيل الدويهي، مدير جامعة اللويزة فرع الشمال الأب الدكتور فرانسوا عقل، رئيس المجمع الجعفري العلامة محمد حسين الحاج ممثلاً برئيس نادي الشرق لحوار الحضارات إيلي سرغاني، المنسق العام لجهاز "شبيية كاريتاس لبنان" ومدير وحدة الطوارئ الدكتور بيتر محفوظ، رئيس لجنة الشمال في الأتحادين اللبناني والعربي للتراث والرياضيات التقليدية الشعبية نجيب صدقة، رئيس الجمعية الأرثوذكسية لرعاية المساجين الأب باسيليوس الدبس، رئيس تجمع عائلات طرابلس الحاج عدنان العمري، رئيسة جمعية بيت الموجوعين جوسلين كيزانا، رئيس حركة شباب التغيير المحامي علي الغول، رئيسة نادي لبنان في أستراليا راندا ابراهيم، عميد كلية الدراسات الشرق اوسطية في جامعة سليمان الدولية الأب الدكتور حنا جميل إسكندر، الدكتور جورج الياس من كلية التاريخ في الجامعة اللبنانية، رئيس جمعية العناية الإلهية بدوي السبع الدويهي، الرئيس المدير العام لموقع "النبض الإعلامي" السفير الدكتور مرهج العلي، أمينة السر العام في مكتب "شبيبة كاريتاس" بهية اسكندر، رئيس جمعية من أجل زغرتا - الزاوية بيار الدويهي، أمين المال السابق في نقابة المهندسين في طرابلس والشمال المهندس جوزيف نمنوم، رئيس مكتب "الوكالة الوطنية للإعلام" في زغرتا فريد أبو فرنسيس، الدكتور أنطونيو بونعمه، رئيس تحرير موقع "نبض الشمال" انطوان العامرية وعدد من الوجوه الثقافية والتربوية والإجتماعية والفنية والموسيقية.

المطران مراد

بعد النشيد الوطني وكلمة للإعلامية ليا عادل معماري رحبت فيها بالحضور ولفتت فيها الى اننا "نجتمع كل عام حول أمنا العذراء مريم لنؤكد ان لبنان عاموما والشمال خصوصا هو رسالة سماوية في المحبة والتلاقي بين مختلف الديانات"، وكلمة لمدير فرع الجامعة الأنطونية في مجدليا القاضي الروحي الأب ماجد مارون، شدد فيها على "رسالة البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان أكبر من وطن هو رسالة وعيد البشارة الوطني قد كرس هذه الرسالة"، القى المطران مراد كلمة، جاء فيها: "نجتمع اليوم لنحتفل سويا بمريم الحاضرة في حياتنا وايماننا جميعا والتي تنعم بمكانة فريدة في الديانتين المسيحية والإسلامية. فمهما تباينت نظرة المسيحيين عن نظرة المسلمين من حيث هوية السيدة العذراء ونسبها ومفهوم البشارة وكيفية ولادتها للكلمة المتجسد، يبقى إيمان المسلمين بمريم العذراء كسيدة نساء العالمين وكعذراء العذارى وأطهر الطاهرات، وإيمانهم بقوة شفاعتها، شهادة يعتز بها المسيحيون".

واشار الى ان "‏عنوان اللقاء هذا العام هو "هوذا أنا أمة الرب" (لوقا 1 :38)، قالتها مريم وهي على ثقة بوعود الله، وبجوابها هذا وضعت ذاتها في تصرف الله بشكل مطلق، وكما أطاع ابراهيم الخليل دعوة الله الآب وترك بلده ‏وعشيرته إلي أرض غير معروفة فإن العذراء تطيع هنا وهي واثقة أن محبة الله ‏لها ومحبته لكل البشر لن تخذلها أو تجعلها تضعف أمام ثقل المهام. أمام هذا الإعلان أحنت العذراء رأسها بالطاعة، لقد اقتنعت مريم العذراء بكل ثقة وبساطة مطلقة و نقاوة كاملة وفي صدق لمواعيد الرب التي لن تخذلها أو تجعلها تضعف أمام ثقل المهام. "هوذا أنا ‏أمة الرب" تعني أنها خادمة أمينة للرب وستشارك بفعالية في ‏تحقيق سر الخلاص الذي انتظره الإنسان منذ أجيال.‏ ربما خافت قليلا الا أنها اطاعت ووضعت ثقتها في الله".

وقال: "إن بركة الله لا تجلب، بالتبعية وبصورة آلية، شهرة أو نعمة فورية، فإن بركته للقديسة مريم العذراء، حيث صارت أما للسيد المسيح، سببت لها الكثير من الألم. فإن تسببت البركات الممنوحة لنا ببعض الآلام، نتأمل في ما قالت مريم العذراء، وكيف آمنت وانتظرت بصبر أن يتمم الله خطته وفي طاعتها قبلت عمل الله"، موضحا ان "هوذا أنا ‏أمة الرب" ما هي إلا رسالة تبشيرية ورسالة تسبيح. رسالة سامية مركزها فوق جميع الفضائل، فالتواضع أم الفضائل، فسيرة مريم العذراء الفاضلة جعلتها عزيزة لدى الرب وفخرا لجنسنا، فاستسلمت بكل نقاوة قلب و إيمان وثيق لعمل الكلمة الأزلي دون فحص "ليكن لي كقولك"، وحينما علمت من الملاك عن حبل اليصابات وزكريا المتقدمين في السن، قالت: "ليس عند الله أمر عسير".

اضاف: "كل واحد منا اليوم يقول مع مريم انه يثق بمشروع الله، فمريم العذراء تلهمنا ماذا نفعل حينما يدعونا الله لنعمل ‏باسمه وسط اخوتنا البشر، كلنا مدعوون باسم المسيح يسوع ‏لنحمل إلى اخوتنا وأخواتنا المحبة فنحقق نعمة العيش معا أفرادا و جماعات.‏ نحن خدام الله وهدف خدمتنا هو الإنسان الذي يسعى دائما الى عيش الفرح والاستقرار على غرار ما فعلت مريم حين أصبحت وما زالت قبلة ‏المؤمنين لينالوا شفاعتها في تحقيق أحلامهم بحياة مملوءة بالفرح ‏والسلام".

وتابع: "لقاؤنا اليوم اخوتي واخواتي هو تحد لما نعيشه في ظل التحديات السياسية والإقتصادية والمالية والاجتماعية، وسط الأخطار المحدقة في لبنان خصوصا في جنوبنا الغالي، إلى حد قد ألفت آذاننا سماع الأخبار السيئة والمفجعة أكثر منها المفرحة والخيرة. حروب وصراعات وأمراض، فساد وجوع وفقر، تكاد تلك تكون العناوين الأبرز في أنبائنا اليومية، مما أضاف جوا من اليأس والإحباط والخوف وتوق وشوق إلى سماع بشرى سارة. فتتوجه أفكارنا الى امنا مريم العذراء التي بشرها الملاك جبرائيل قائلا لها: "السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء". (لوقا 1/ 27) وكم أحوجنا نحن اليوم أن يلقى علينا هذا السلام".

واردف: "نريد اليوم ان تكون علاقتنا نحن المسيحيين والمسلمين مبنية على مواقف رائعة تغمرها الرحمة ويغلفها التسامح والعيش معا، لا يزال الحوار الإسلامي المسيحي يحتاج إلى شجاعة اللقاء لتجاوز كل الأفكار التي تدين الآخر وتضطهده، أو الأفكار التي تبني الإيمان على قوة الإكراه وليس على الثقة بالله، والتي تجعل من الله كائنا منحازا، يمكن أن يبرر العنف والمعاناة بدل أن يحمل البشارة في تشوقه إلى الإنسان المحبوب، علينا ان نبادل كل منا موقع حماية الآخر ضد الاضطهاد، وضد الأفكار التي تشرع البغض والكراهية".

واشار الى ان "شخصية مريم العذراء تشكل صلة وصل روحية بين المسيحيين والمسلمين، لنستفيد من حضورها المقدس ولنسعى كي يتجاوز حوارنا طابعه الشكلي الى مفهوم الكرامة الإنسانية الجوهرية. نجدد الفرصة اليوم لنكون على خطى أمنا مريم نحفظ ما كلمنا به الأنبياء والرسل وما جاء في الكتب السماوية ونفكر في واقعنا ونتأمل في حقيقتنا فلا نخاف بعد اليوم".

وختم المطران مراد شاكرا "وسائل الإعلام  والجامعة الأنطونية والمشاركين وخصوصا أعضاء اللجنة لمثابرتهم وتواصل جهودهم".

ثم تعاقب على الكلام كل من ممثل رئيس المجلس الإسلامي العلوي وممثل مفتي محافظة كسروان الفتوح وجبيل، فشددا في مضامين كلمتهما على "روح المحبة والأخوة التي تجمع بين مختلف الديانات والفئات"، واكدا ان "عيد البشارة مناسبة لاستعادة كل المعاني التي عاشتها السيدة العذراء في الطهر والنقاوة وتحمل المسؤولية".

وتخلل اللقاء باقة من التأملات تلاها كل من الدكتور بيتر محفوظ وكوكبة من طلاب الجامعة الانطونية علي الزين، نورهان درويش، جورج خضرا ودنيا متري، وترانيم بصوت المرنمة جيستال ابراهيم برفقة الموسيقي بسام شليطا.

كما كانت كلمة لمنسق اللجنة الاعلامي جوزيف محفوض توجه فيها بالشكر إلى "الحاضرين والمنظمين وكل من سعى في سبيل إنجاح هذا اللقاء".

واختتم اللقاء بدعاء مشترك.