أخبار ساخنة

محمد الحجار لـ «الأنباء»: عودة الحريري عن تعليق العمل السياسي إذا حصلت ستكون انعطافة أساسية في المسار السياسي في لبنان


اعتبر النائب السابق محمد الحجار أن الذكرى الـ 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط ستكون مختلفة عن سابقاتها، في ظل ما يشهده لبنان من أزمات متفاقمة على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن الناس التي أحبت الرئيس الشهيد، وعقدت الولاء لحامل الراية الرئيس سعد الحريري، ستشارك بقوة في إحياء ذكرى الاغتيال وبأعداد كبيرة، لتؤكد للرئيس سعد الحريري اننا مازلنا معك ولم ولن نتخلى عنك ونتركك، ونريدك بيننا في لبنان.

وقال الحجار في تصريح لـ «الأنباء»: لا يمكن لأحد أن يتجاوز هذه القامة العزيزة على قلوبنا، فقد أظهرت مجريات الأمور في لبنان، ان الرئيس سعد الحريري هو الزعيم الأوحد، الوطني العروبي المعتدل، والعامل دائما على نبذ الفتن والبحث عن حلول وتمتين الوحدة الداخلية بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية، وان راية تيار المستقبل، تيار العروبة الحديثة والوطن أولا، لا يمكن ان يحملها، إلا الرئيس سعد الحريري، هذه اصبحت قناعة لدى الجميع، وحتى لدى الخصوم الذين أقروا بذلك، ومواقف الجميع تؤكد انه بغياب الرئيس الحريري وتيار المستقبل عن المشهد السياسي في لبنان، ارتسم فراغ كبير لم يستطع أحد أن يملأه، بالرغم من محاولات البعض التي باءت بالفشل.

وأضاف: ان ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، تاريخ حفر في قلوب ووجدان جميع اللبنانيين، وكان اغتياله فاجعة حلت بلبنان واللبنانيين وبالأمة جمعاء، إذ اغتيل رجل الخير والعطاء والعلم والإعمار، الذي ساهم بشكل كبير وأساسي في إنهاء الحرب اللبنانية، وفي إقرار «اتفاق الطائف». لقد تم اغتيال القائد الرجل، المقاوم الأول، العروبي اللبناني الوطني المتنور والمتميز، والذي بذل دمه من أجل لبنان وبناء مشروع لبنان الدولة العربية السيدة المستقلة الحرة والديموقراطية والمتميزة في المنطقة.

وتابع: نعم من الطبيعي أن يكون الرئيس سعد الحريري بيننا ليشاركنا ذكرى استشهاد والده، وهو لم يتأخر او يتخلف يوما عن إحياء هذه الذكرى، وقراره بالعودة عن تعليق العمل السياسي، في حال اتخذه، لا شك انه سيكون انعطافة أساسية في المسار السياسي العام في لبنان، الرئيس سعد الحريري هو صاحب القرار، وهذا الأمر متروك له ولظروفه ولقراءاته للواقع في المنطقة التي تغلي من حولنا. هناك حديث عن تسويات كبرى، ولابد من أن يكون هناك من يحمي المشروع الذي يحمله تيار المستقبل، وما من أحد يستطيع حمايته وصونه سوى الرئيس سعد رفيق الحريري.

وشدد الحجار على ان المطلوب من الطبقة السياسية التي تتطلع إلى مصالحها الشخصية والفردية والمذهبية والطائفية، لا إلى المصلحة الوطنية، والتي تسهم في استمرار الشلل والانهيار في لبنان، التحرك فورا لانتخاب رئيس جمهورية اليوم قبل الغد، وقال: على مجلس النواب الانعقاد بشكل دائم لانتخاب الرئيس عملا بما ينص عليه الدستور، ولكن للأسف هذا الأمر لا يحصل، ولا شك ان انتخاب رئيس جمهورية، سيعزز دور الدولة أكثر في المرحلة المقبلة في حال عمل الجميع بمقتضى الدستور، لتتمكن المؤسسات الدستورية من إجراء وتنفيذ ما يلزم لإخراج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وخصوصا الاصلاحات المالية والادارية والهيكلية التي طالبنا بها مرارا وتكرارا، ومنذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري عقب انعقاد مؤتمري «باريس 1 و2»، ولكن للأسف أدارت الطبقة السياسية الحاكمة اليوم «الأذن الطرشة» وما زالت تتلكأ غير عابئة بوجع الناس وانهيار الدولة. لذا نتمنى ان يتم انتخاب رئيس قريبا، وان يعود الوعي إلى الأفرقاء السياسيين حتى يقوموا بما هو مطلوب منهم ويخرجوا لبنان من أزماته ويعطوا أملا جديدا للبنان واللبنانيين.

وندد الحجار بالعدوان والمجازر الإسرائيلية في غزة، في ظل التواطؤ الدولي الحاصل الذي يسهل للعدو الإسرائيلي عدوانه وإجرامه، والذي يترافق عندنا مع تراجع كبير لدور الدولة ومؤسساتها، ومصادرة لدورها، لافتا إلى انها أمور خطيرة مقلقة للمواطن اللبناني الذي بات همه الوحيد البحث عن بلاد يهاجر إليها.

وحيا الحجار موقف دولة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، ولفت ردا على سؤال إلى ان المطلوب أكثر في مواجهة هذا العدوان، وقال: لا نستبعد أي شيء من العدو الاسرائيلي في لبنان، وهو يتوعد ويهدد لبنان باستمرار، ولكن لا أرى ان الظروف مؤاتية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للدخول في حرب أخرى في لبنان، على الرغم من انه يتعطش لذلك ليؤخر خروجه الحتمي من وجوده السياسي على رأس الحكومة.