أخبار ساخنة

إحتفال تأبيني حاشد للدكتور محمد بيرم في الوردانية والكلمات عددت مزاياه وأكدت السير على خطاه في التواصل ..


    أقيم في النادي الحسيني في بلدة الوردانية، إحتفالاً تأبينياً للدكتور محمد مصطفى بيرم، لمناسبة مرور أسبوع على وفاته، حيث تقبلت العائلة، التي تمثلت بوزير العمل مصطفى بيرم ونجلا الراحل سلام وجميل، وإبن شقيق الفقيد الحاج جميل جميل بيرم وشقيقه الحاج ناصر بيرم، والى جانبهم النائب العام المالي القاضي علي مصباح ابراهيم ورئيس البلدية علي بيرم والقاضي أسعد بيرم وعدد من أفراد العائلة .
  وحضر الحفل التأبيني: النائب بلال عبد الله، النائب والوزير السابق علاء الدين ترو، الوزير السابق طارق الخطيب، مسؤول التبليغ في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الحليم شرارة، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب ميلار السيد، معاون رئاسة المجلس الشيعي الأعلى لشؤون العلاقات العامة علي الحاج، اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس مجلس ادارة الشركة المتحدة للأسواق المركزية والمخازن وليد شحادة، الدكتور بسام عبد الملك، رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حداده، رئيس مجلس إنماء قضاء الشوف محمد الشامي، رئيس نادي كترمايا الثقافي الإجتماعي محمود يونس على رأس وفد من النادي، رئيس بلدية سبلين محمد يونس، رئيس بلدية كترمايا المحامي يحيى علاء الدين، وقضاة ومحامون وشخصيات أمنية وعسكرية وممثلون عن الأندية والجمعيات ومخاتير وهيئات تربوية وحشد من الأهالي والأصدقاء والأطباء والرفاق .     
عباس  
    وكان استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم للحاج أحمد الشيخ علي الحاج، وتلاه تقديم وترحيب من المربي محمد الحاج، ثم كانت كلمة لإمام الوردانية الشيخ يوسف عباس، عدد فيها مزايا الراحل، وأهمها أنه كان يعمل بتعاليم الله سبحانه وتعالى  في التواصل والتآلف والمحبة والاخلاق، فكان يتواصل مع من كان يختلف معه، وهذه ميزة، إيمانا منه بأن التواصل ينتج الحوار، والحوار يؤدي إلى نقاط مشتركة."
    واعتبر ان من ألف التقاطع لا يمكن أن يرتقي إلى الإنسانية، مؤكدا أن الراحل ترك شابين تفخر بهما الوردانية، معطاءان في مجالهما."

علاء الدين 
     ثم تحدث الشيخ أحمد علاء الدين بإسم أبناء بلدات اقليم الخروب، فعرض للعلاقة التي كانت تربطه بالراحل وعائلة بيرم، واصفا إياه بالمحب والصديق الصدوق، مشيرا إلى أن الموت حق، وأن حياة الإنسان مسيرة اختصرها القرأن الكريم وأوضحها الرسول صلى الله ، داعيا إلى ضرورة أن نبادر قبل أن نغادر  لاننا" من ظهر الاب إلى ظهر الأرض إلى بطن الارض، إلى يوم العرض".

محمود 
 وكانت كلمة للدكتور أحمد محمود بإسم خريجي روماني، فأكد اننا كنا معا في السراء والضراء، ودخلنا معا عالم الطب، لافتا الى انه كان متفانيا في العمل ومساعدة الناس قدر المستطاع، معتبرا اننا خسرناه جسدا، ولم نخسره قيمة اجتماعية مناضلة في عمل الخير، مشيرا الى ان بصمات الراحل راسخة في تأسيس جمعية لخريجي جامعات رومانيا ..
السيد
    ثم ألقى الدكتور سليم السيد كلمة رابطة أطباء الأسنان في الجبل فقال:"يا رفيق العمر والدرب، سألت عنك أن أراك اليوم وما خطر ببالي انك مع الموت على موعد، لقد بكرّت الرحيل، فأنت كنت على الدوام في عز عطائك، أحببت الجميع والجميع احبوك. لم أكن أتوقع ولو للحظة أن أقف اليوم مؤبنا اخي وصديقي ورفيق دربي وزميلي الحبيب محمد بيرم، أو بيرم كما كنا نناديه في رومانيا، وفي لبنان الكلمة المحببة على قلبه" شو يا رفيق".
  وأضاف "انت تاريخ في النضال السياسي والنقابي والاجتماعي، عملت دائما على الارتقاء بمجتمعنا واسعاده، وانت تنتمي إلى هذه العائلة الطيبة المعطاءة، التي قدمت للإقليم وللوردانية خدمات جمة ."
وعاد السيد بالذاكرة  إلى 14تشرين الأول 1980، لدى استقبالك لي  في رومانيا في بداية رحلتي الدراسية وكنت الاخ والصديق والموجه، من هناك ابتدأت العلاقة الشخصية والنضالية معك يا صديقي واستمرت، بعدها العلاقة ما يقارب 45 عاما، وكنا دوما سويا من تأسيس رابطة الاسنان في الجبل في بداية التسعينات الى رابطة خريجي رومانيا التي شاركت في تأسيسها لتكون الجامع  لخريجيها، الى النقابة التي اعطيت رونقا لمجلسها التأديبي في تعاطيه القضائي المميز.
وختم السيد: ان هذه العلاقة لن تنقطع مع عائلتك واهلك، فنحن كنا وسنبقى يجمعنا التاريخ وتجمعنا الجغرافيا، والاهم مسيرة نضالية التي كنت بها دوما يا صديقي رجل المهمات الصعبة في خضم الصراعات المذهبية .
مشموشي
       بدوره ألقى رئيس هيئة الخدمات الاجتماعية في إقليم الخروب المحامي نبيل مشموشي، كلمة بإعتبار ان الراحل كان أحد أعضائها، واصفا اياه بالالمعي القوي بذاته، الذي ساهم في تأسيس هيئة الخدمات، ورافقها في إدارتها شريكا ومساهما وموجها حتى وفاته.
   وأضاف مشموشي"عروبي، وطني، تقدمي الهوى والنشأة، فاعل في وطنه وبيئته ومحيطه، هو قدوة، نفتقده اليوم لأننا نعيش حالة تردي في الخدمات أشد من تلك التي خبرناها عام ،1989 لما كانت الخدمات على أنواعها معدومة في إقليم الخروب، فيما الدولة مشلولة كما هي اليوم. وقتها دعا المرحوم محمد بيرم والمرحوم ابو مصطفى ورفاق لهم من مختلف قرى الإقليم، إلى إنشاء مجموعة ضغط للمطالبة بتأمين الخدمات الحيوية لإقليم الخروب، فكانت هيئة الخدمات عابرة للقرى والبلدات والمذاهب والطوائف وما زالت."

وقال مشموشي:" دكتور محمد بيرم لن ننساك ولا نستطيع، حملت لواء المبدعين المناضلين في الخدمة العامة، خدمة الإنسان والمجتمع والفقير والمريض والمعوق، ونحن نحمل لواء الأوفياء لذكراك، لك منا عهد الوفاء والتقدير والتكريم."
حمام
   وكانت كلمة للدكتور محمد حمام، صديق الراحل، أشار فيها إلى أن "فقد الأحبة غربة، خاصة وأن الراحل الدكتور بيرم كان بالنسبة إليه اخا وصديقا ومعلما ورفيق درب منذ 40 عاما، فهو الذي كان منارة من منارات الفكر، وعلم من أعلام العطاء والطيبة والإنسانية، وصيته الحسن سيبقى مثالا يحتذى."
بيرم
    وفي الختام ألقى نجل الراحل سلام بيرم، كلمة العائلة فقال:"أقف اليوم أمامكم في ذكرى مرور اسبوع على رحيل والدي الحبيب .. رحل ابي العزيز تاركا ارثا كبيرا من محبة الناس، ونشاطا إنسانيا، ونضالا اجتماعيا وسياسيا، واثرا طيبا في نفوس كل من عرفه .. رحل بصمت... لكن ضجيج رحيله لمّا يزل يدوّي في ثنايا ارواحنا المتعبة. "

   وأضاف"عن ماذا أخبرك يا والدي الحبيب ؟ عن عائلتك التي تحب ؟ والتي آلمها وجع المصاب ؟ وأنك انضممت إلى أعمامي والأرحام والأحبة ؟ ام عن أصدقائك المفجوعين، والذين ما توقفت عن زيارتهم والتواصل معهم، والاطمئنان عليهم ...ام عن الوردانية الثكلى بغيابك وغياب أكثر من عزيز .. الوردانية التي ربيتنا على حبها وخدمة أهلها، والتي لطالما غازلتها بشعرك.. أم عن الاقليم، والمحيط من جيران واعزاء، الذين يبكونك ويفتقدون بسمتك وضحكتك التي تصدح  في الأرجاء..؟ هؤلاء الاعزاء الذين لطالما شجعتنا على الانفتاح عليهم ونسج علاقات الصداقة والتعاون  معهم .. "
   وتابع بيرم "نعاهدك  يا والدي العزيز، ان نبقى كما تحب .. متمسكين بقيم راسخة نشأنا عليها، وربيتنا عليها .. انا وأخي جميل وكل الأقارب والأحبة .. كما وأمي الغالية .. نفتقدك يا حبيب قلبي، لأن الحياة كانت لائقة بك، وبنشاطك وفرحتك وبسمتك، التي لن تفارقنا مهما قويت رياح عاتية من هنا أو ظروف قاهرة من هناك.. نعم الحزن كبير .. لكننا نكابد بين ثنائيا الألم والامل ونمضي بعين الله .. 
فإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك وفراق الأحبة ممن سبقوك  لمحزونون ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون .." 
واختم مقتبسا كلمات كان يرددها والدي الحبيب : " لكم فرح الحياة"
نعم لكم فرح الحياة .. بفضل الله ورحمته .. حفظكم الله جميعا ورحم الله كل أمواتنا ولا أرانا الله فيكم مكروها وكل الشكر لكم على عميق المواساة والمحبة .
 بعدها تقبلت العائلة التعازي من الحضور .