
أكد رئيس بلدية داريا، المهندس عبد الناصر سرحال، ان المجلس البلدي الذي تمكّن من التغلّب على أخطر جائحة في العالم،"كورونا"، بفعل إحتضان وإلتفاف وتعاون الأهالي وفاعلياتها حول البلدية، سينتصر مجددا على التحديات والأحوال الصعبة، التي تعيشها البلاد، نتيجة إرتفاع الدولار الجنوني، الذي أوقف العمل والمشاريع، وحتى الأفكار والبرامج في كل البلديات، لا بل الإدارات والمؤسسات والوزارات، وشدد سرحال على أن البلدية ستواصل بذل الجهود والمساعي والمحاولات في كل اتجاه، لتأمين حاجات أبناء البلدة الإنمائية والخدماتية، وضمن الإمكانات التي يمكن أن توفرها، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة والصعبة للغاية، في ظل تفاقم الظروف وكثرة الحاجات ..
سرحال كان يتحدث خلال لقاء خاص، عرض فيه لسلسلة من الإنجازات التي حققها المجلس البلدي، الذي انتخب في العام 2016، حيث جرى التوافق أنذاك بين العائلات، على مداورة رئاسة البلدية، على ان تكون سنتين لكل فريق، اذ كانت الولاية الأولى برئاسة العميد باسم بصبوص، ومن ثم تلاه الاستاذ كميل حسن في الولاية الثانية، الى أن استلمنا نحن الولاية الأخيرة في العام 2020، في عز تفاقم انتشار فايروس "كورونا"، وتصاعد الدولار، الذي أربكنا وعطل محركات البلدية بشكل كامل ..
وأشار سرحال الى ان المجلس البلدي، كان متعاضدا، وبدأ بتنفيذ المشاريع في الولاية الاولى، والتي بدأها بحملات تشجير لأشجار الحور والخروب على جوانب طريق نهر الحمام . وبعدها تم إقامة بعض الحدائق العامة . ومن ثم انتقل الى منطقة "الحرج"، حيث استكمل ما بدأه من سبقنا اليه من المجالس البلدية المتعاقبة .
وأضاف سرحال "في تلك المرحلة جرت مفاوضات ومساع، مع جمعية الوعي والمواساة الخيرية، التي كنا على شراكة معها في مبنى المركز الثقافي الاجتماعي، التابع للبلدية في منطقة "الحرج"، و قد تم تكليفي مع الاستاذ كميل حسن حينها من قبل المجلس البلدي، لاجراء تلك المفاوضات والتي أثمرت في ان أصبح المركز الثقافي حصرياً للبلدية، والذي تم تحويل قسما منه الى مركز للبلدية لاحقاً "، مما وفّر اموالا طائلة على البلدية، لا سيما بدلات الايجار التي كانت تدفع سابقا، كما جرى البدء بانشاء حديقة عامة بالقرب من المركز الثقافي الاجتماعي المذكور، وتم انشاء مركزا للشرطة و ثلاث اكشاك من الباطون و الحجر الطبيعي، لتكون بمثابة مقاهي تؤجرها البلدية، و توفر ايرادا مقبولا في حينه، و قد تم تكليفي شخصيا في حينه للاشراف على انشاء تلك الاكشاك، و جرى تزفيت ساحة ملاصقة لملعب كرة السلة و للمقاهي المذكورة .
وتابع سرحال ، "لاحقا بدأت المرحلة الثانية مع تولي الاستاذ كميل حسن رئاسة البلدية، و كانت مالية البلدية متواضعة جدا، و بالرغم من ذلك جرى تنفيذ العديد من المشاريع المهمة، لا سيما في منطقة الحرج، و منها تسوية الطريق الدائرية حول الملاعب و تزفيتها، كما جرى تسوية و تزفيت الساحة الرئيسية للمركز الثقافي الاجتماعي بمساحة ٢٥٠٠ مترا مربعا تقرييا بالتعاون مع تيار المستقبل، و بجهود من منسقه في جبل لبنان الجنوبي الاستاذ وليد سرحال.
وأضاف سرحال "كما جرى الاتفاق مع الاستاذ احمد ضاهر مشكورا، لتأهيل قاعة المركز الثقافي الاجتماعي على نفقته الخاصة، عن روح والده المرحوم الاستاذ محي الدين ضاهر ، و بنتيجة ذلك جرى تسمية القاعة على اسمه، و بالفعل بدأ العمل بالتأهيل و انجزت مراحل مهمة من هذا المشروع، لكن مع الاسف لم تنجز كافة الاعمال بالشكل المتفق عليه بسبب ارتفاع الاسعار بشكل جنوني، و ها نحن اليوم نسعى لاستكمال الاعمال كما هو مخطط له و ذلك بعرض المشروع على متمولين من فاعلي الخير في البلدة . و قد جرى ايضا انشاء الطابق الاخير على "العضم"، بتبرع من العميد عاصم نصر الدين مشكورا، و ذلك عن روح والده المرحوم الاستاذ نمر نصر الدين، و قد أشرفت في حينه على تنفيذ المشروع لما تطلب من مهارات خاصة في التنفيذ . وجرى في تلك المرحلة أيضا استكمال الأعمال بشكل نهائي للحديقة العامة التي كان قد بدأ العمل بها في المرحلة الأولى . لكن مع الاسف و عند مشارف نهاية ولاية الاستاذ كميل حسن، بدأت جائحة كورونا باجتياح العالم، و ادى ذلك الى توقف جميع الاعمال واغلاقات متتالية اصابت كل العالم بالهلع و بالشلل، و جرى في تلك الاثناء استلامي لرئاسة البلدية للمرحلة الاخيرة المتفق عليها ."
وقال :" نحن استلمنا رئاسة البلدية، في ظروف وأوضاع اقتصادية ومالية صعبة للغاية في ظل ارتفاع الدولار، وعدم توفر الأموال في صندوق البلدية . فباشرنا بالعمل على "قد حالنا"، واستطعنا المتابعة والاستمرار من خلال الاموال الشحيحة التي كانت كمساعدات من اهالي البلدة الذين اثبتوا انهم اهل خير و اهل شهامة و مروءة ."
وأضاف " لكن مع الأسف تزامنت ولايتنا مع انتشار جائحة كورونا، التي انهكتنا جميعا، ونحن نعتبرها كانت امتحانا كبيرا لنا، ولكن وبفضل عون الله، وتعاون ابناء البلدة وأصحاب الاختصاص، تمكنا من النجاح في مواجهة هذه الجائحة، حيث عزلنا الأهالي في بعض الاوقات، واستطعنا تخفيض عدد الاصابات الى صفر تقريبا ."
وأكد سرحال ان سبب النجاح الذي حققناه يعود الى عدة عوامل اهمها:تعاون اهل البلدة بشكل كامل، الجهود الجبارة التي قامت بها خلية الازمة التي شكلتها البلدية و هي تضم العديد من الاطباء والممرضين و المتطوعين، و الذين لن نتمكن من ذكر اسمائهم كي لا ننسى احدا منهم، لكن الاكيد اننا جميعا مدينين لهم و لتضحياتهم وتفانيهم .
اما العامل الثاني فهو التعاون مع الصليب الاحمر اللبناني، الذي قدم الخدمات و المساعدات الطبية للاهالي .
و العامل الثالث، هو التعاون مع العديد من الجمعيات، لا سيما جمعية الوعي المواساة، التي قدمت المساعدات الطبية و الغذائية و العينية للمصابين بشكل خاص .
و العامل الرابع، هو التعاون مع القوى السياسية، لا سيما الحزب التقدمي الاشتراكي و تيار المستقبل و الجماعة الاسلامية .
اما الانجازات التي تمكنا من تحقيقها فهي تتلخص بما يلي:
ان المشروع الأساسي والمهم الذي تمكنا من تحقيقه، هو انشاء قناة لتصريف الأمطار، على جانب الطريق المؤدي الى منطقة "الحرج"، حيث مبنى البلدية، والملاعب والمركز الثقافي، فهذه المنطقة باتت وجهة سياحية في الاقليم، لذلك نفذنا مشروع قناة تصريف الامطار من الطريق العام، نزولا حتى منطقة الحرج بطول 1100 متر، وكانت كلفة المشروع حوالي 280 الف دولار فريش، وقد تم تمويله من الحكومة الألمانية، من خلال البنك الألماني للتنمية، بالشراكة مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، لدعم المجتمعات اللبنانية المضيفة، شاكرا لهم هذه الجهود في تنفيذ المشروع ."
واشار الى انه تم ايضا استحداث لجنة مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، تحت اسم لجنة "داريا لغد أفضل"، وهي مزيج من المجتمع المدني والجمعيات، بالشراكة مع البلدية، وهي خطوة جيدة، حيث تمكنا من تحقيق عدد من الانشطة، ومنها دورات رياضية ناجحة، بالاضافة الى عملية الاحصاء، لافتا الى ان البلدية كان دورها فقط كهيئة رقابية، في تلك المشاريع والأنشطة .
وفي موضوع الكهرباء، اكد سرحال انه يتابعه مع جهات دولية , وأما بخصوص تأمين المياه للبلدة،قال: "استطعنا تأمين كميات من مادة المازوت لتشغيل المولدات، خصوصا مولد البئر الارتوازي والدفاش الذي يغذينا من مياه الباروك، وفي هذا المجال قدم لنا الوزير السابق الاستاذ وئام وهاب مشكورا بحدود 17 الف ليتر من المازوت، و ما زال مستعدا لتقديم المزيد لغاية تاريخه، كذلك الامر قام شخص من ال رمضان مشكورا بتقديم بعض كميات المازوت ايضا .
ونظرا لتفاقم وضع الكهرباء وارتفاع اسعار المازوت، كان خيارنا الاتجاه نحو الطاقة البديلة، فطرقنا باب برنامج الامم المتحدة الانمائي، ومن خلال اتصالاتنا وعلاقتنا، توصلنا الى جمعية "اوكسفام" المدعومة من بريطانيا، وتمكنا من الحصول على مشروع الطاقة الشمسية، والذي هو عبارة عن ألواح مع منشأ على خزان المياه المركزي في محلة الديدبه، وبعدها سيتم زرع أعمدة على مسافة حوالي 450 مترا مع كابل وحماية كاملة، مع تابلو كهربائي خاص، والتكلفة حوالي 270 الف دولار .نحن دورنا كسلطة رقابية فقط و لا علاقة للبلدية بالتنفيذ او الدفع، وان الدراسة للمشروع بصدد الانتهاء منها، على ان يتم التنفيذ قريبا، شاكرا للاهالي الذين سيتم مد الكابلات في عقاراتهم، على تجاوبهم والمصاهمة بانجاز المشروع، لتوفير الكثير على الاهالي في تأمين مياه الشرب لهم .
ومن الانجازات ايضا، قمنا بحل مشكلة طريق الضهور، والتي تمتد من مدخل عين الحور باتجاه منزل آل حمدان، والطريق منفذة بموجب مرسوم، وحصل خلاف مع البلدية من قبل بعض الاهالي و جرى اقفالها، والحمد الله تمكنا من اعادة فتح الطريق و تأهيلها وتزفيتها ومعالجة المشكلة، وهي بطول 900 متر بعرض 6 أمتار، وهذا المشروع كلف في حينها اكثر من مائة و خمسون الف دولار تمكنت من تأمينها من اصحاب عقارات مجاورة و فاعلي خير ولم يتم الدفع من صندوق البلدية قرشا واحدا .
و من الجدير ذكره انه و خلال تفاقم ازمة الدولار وارتفاع اسعار الزيت والمواد الغذائية، قمنا بمشروع دعم للاهالي للزيت النباتي، حيث قمنا بتوزيع حوالي 20 طنا من الزيت المدعوم بالتعاون مع احد تجار البلدة مشكورا، وقمنا بتسليمه الى الاهالي بسعر المدعوم، للتخفيف من المعاناة مع الالتزام بقاعدة بيانات تبين كافة اهالي البلدة لجعل الجميع يستفيدون من هذه الخطوة .
و من الانجازات التي تحققت ايضا، استحداث طريق قمنا بتنفيذه بدءا من محلة طريلة مرورا بمحلة خدق الجعيد و المغارة و وصولا الى محلة الضهور بالقرب من ثانوية الشرق، و قد جرى تمويل الاعمال بالكامل من بعض اصحاب العقارات و لم تتكبد البلدية قرشا واحدا من صندوقها .كما قمنا بتأهيل بلاط طريق الرويس بشكل كامل بعد ان كانت شبه متهالكة . وحصلنا على ستة الاف نصبة صنوبر من UNDP و قمنا بتوزيع عددا منها على الاهالي، و زرعنا قسما منها على الطرقات العامة، كما قام احد ابناء البلدة مشكورا بشراء عدد كبير من الشتول على نفقته الخاصة، و جرى زراعتها من قبل البلدية على مدخل البلدة من ناحية الضهور .
و لم تقتصر الاهتمامات على الحجر فقط ، و انما توجهنا الى البشر، لا سيما شباب البلدة الاعزاء و هم رجال المستقبل . فقمنا باستقطاب شباب من مختلف الاعمار و تعاقدنا مع مدربين رياضيين لتدريبهم على كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة و كانت النتائج مشجعة جدا ، و توجت هذه التدريبات بانشاء فريق بلدية داريا للكرة الطائرة ، و اقمنا في الصيف الماضي عدة مهرجانات رياضية حققت نجاحا كبيرا .
و هناك مشروع جديد بدأ العمل به منذ بضعة اشهر و هو وضع البلدة بأكملها على نظام GIS، و هو نظام يعمل على ربط الخرائط بواسطة الاقمار الصناعية بكافة البنى التحتية دون استثناء و بكافة الانشاءات القائمة على العقارات و يشمل ايضا بيانات السكان من كافة النواحي و يجري تنفيذه بالتعاون مع المهندسة رشا جمال سرحال و بعض المهندسين بشكل تطوعي .